مطالبة قاسم الدولة بتحمل مسؤولياتها اعتراف متأخر بها وعودة للبنان

في ظل تدحرج الأوضاع في لبنان والمنطقة من سيئ الى اسوأ ،كان لافتا الموقف الجديد للامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بتحميله الدولة اللبنانية مسؤولية الخروقات الإسرائيلية في الجنوب ، ومطالبتها بالرد على هذه التعديات راميا الكرة في ملعبها ومهددا بأنه سيكون للحزب موقف اخر بعد انتهاء مهلة الستين يوما وسيتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة محتلة وسيتصدى لها بالطرق المناسبة بعد ان استعاد بناء ترسانته العسكرية، كما قال .

جدير ان لبنان يتابع بقلق استمرار اسرائيل في خروقاتها وتدميرها للمنازل في القرى الحدودية مستغلة مهلة الستين يوماً . ويتخوف من استمرار هذا الوضع الى ما بعد انتهاء المهلة .ويعتبر ان ليس من قوة قادرة على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف اعتداءاته على لبنان سوى الولايات المتحدة الأميركية . لذلك كان التركيز على الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع الى بيروت الموفد الأميركي اموس هوكشتاين باعتباره عراب اتفاق وقف اطلاق النار ،علما انه الوحيد القادر على الضغط على نتنياهو للالتزام بوقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من 60 قرية ومدينة جنوبية واقعة جنوب الليطاني وعلى طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل .

النائب السابق مصطفى علوش يقرأ عبر "المركزية" إيجابا مطالبة الشيخ نعيم قاسم الدولة بتحمل مسؤولياتها في الرد على الخروقات الإسرائيلية ويرى فيه اعترافا ولو متأخرا بها وعودة للبنان، ويتمنى لو يكون مثل هذا الكلام ترجمة واضحة وحقيقية لموقف الحزب ككل . لانه بعد اغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله بات كل مسؤول في الحزب يغني على ليلاه . غالبا ما يكون كلامهم متناقضا بدليل انهم يطالبون الدولة بتحمل مسؤولياتها في الرد على الخروقات الإسرائيلية وفي الوقت نفسه يهددون باعادة استهداف اسرائيل بعد انقضاء مهلة الستين يوما . حزب الله بحاجة الى إعادة تصويب كاملة لخياراته حتى الإعلامية منها .اضافة وبما ان الحزب يطالب بوقف الخروقات الاسرائيليىة فهذا يعني التزامه بالقرار 1701 ومندرجاته . واذا كان ذلك صحيحا السؤال لماذا لا يسلم الحزب بنزع سلاحه جنوب الليطاني وشماله، على ما اكد هوكشتاين بالأمس بقوله ان اتفاق التسوية يشمل تسليم السلاح على كامل الأراضي اللبنانية . في رأيي الحزب يعرف ذلك تماما، لكنه يحاول التملص من عملية التطبيق . في النهاية سيلتزم والا ستواصل إسرائيل استهدافه والاعتداء على لبنان وقد لا تنسحب من القرى الحدودية التي تحتلها . ولن نجد هوكشتاين ثانية يتدخل لدى تل ابيب لإلزامها بالاتفاق بعد تغير الإدارة الأميركية.