رسالة الى الرئيس عون
كبريال مراد - موقع mtv
صباح الخير فخامة الرئيس،
أتوجّه إليك في يوم عملك الأول، مستهلاً رسالتي بالتهنئة، وآملاً في أن يرافق التصفيق نهاية عهدك بعد ست سنوات، كما واكب لحظة انتخابك.
لقد فرح اللبنانيون بأنه "صار عنا رئيس"، وأن الشغور انتهى، لا في موقع الرئاسة فقط، على أهميته، إنما في رحلة استعادة الثقة والتطلعات والأمنيات، وفي مسيرة استرجاع الدولة الفعلية.
صحيح أن لا معرفة شخصية بيننا، وأننا لم نلتق يوماً، لكنني أسمع أنك محبّ لله ولبنان، عنيد للحق، و"كلمتك كلمة". لذلك، كلّي ثقة، بأنّ خطاب القسم لن يكون مجرّد كلام إنشائي، إنما خريطة طريق تعبر باللبنانيّين الجسر ما بين اليأس والأمل، ليكون الآتي من الأيام، مرحلة جديدة بكلّ ما للكلمة من معنى. فاللبنانيون رأوا في خطابك تجسيداً لما يريدونه من دولتهم، وما يطلبونه من رئيسهم.
فخامة الرئيس،
وأنت الآتي من الشعب، تعرف أن اللبنانيين ينتظرون استعادة الأحلام الجميلة، بعدما ألقت الخضات المتلاحقة، السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، غيمة سوداء على قلوبهم، فخنقت ابتساماتهم، وحوّلت أحلامهم الى كوابيس.
أما اليوم، ها إن اللبنانيين يتنفسون هواءً جديداً. فقد بات للجمهورية رئيس ورأس. يريدونه الحاكم العادل، الحازم الحكيم. إن عرقله "لصوص الهيكل"، وسيحاولون، يفضحهم، ويرفع الصوت بوجههم، ويصارح شعبه بمحاولة سرقة مستقبله الأفضل.
فخامة الرئيس،
على الرغم من التحديات الكثيرة والأحمال الثقيلة، كن على ثقة بأن البريق سيعود الى عيون اللبنانيين، عندما يلمسون ويرون، أن العهد هيبة وقرار، وأن بلدهم عاد ليصبح دولة، وأن الدستور يعلو على الجميع، وأن القانون ينفّذ بمساواة على القوي والضعيف، وأن الحدود غير مشرّعة على التهريب والمهربين والتجار، وأن قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وأن الكفاءة تعلو على الواسطة، وأن الموظف المرتشي يواجه العقاب والمحاسبة، لا الترقية والتهنئة.
في الختام، وأنت تطفىء اليوم شمعة عيدك، اعلم أن اللبنانيين الذين يلعنون الظلام، سيضيئون معك ألف شمعة وشمعة، وهم لن يلقوا عليك كلّ الأحمال، لكنهم يتطلعون الى السير معك مشوار عهد، يترك بصمةً فعلية.
ولتكن المئة يوم الأولى من هذا العهد، علامة فارقة تؤكد أنّ "في شي تغيّر" وأن "الزمن الأول تحوّل". وينعاد عليك فخامة الرئيس.
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|