حنكش: الميثاقية تكون بين المسيحيين والمسلمين وليس بين شيعي أو غيره
من أين يأتي نواف سلام بالوزراء الشيعة؟
لا يبدو طريق تأليف الحكومة معبدا حتى الآن أمام الرئيس المكلف نواف سلام، الذي تنتظره جملة مطبات لا تشي بأن الإفراج عن تشكيلته سيتم قريبا، إذا رفض ثنائي "أمل" و"حزب الله" المشاركة في الحكومة الأولى للعهد، وهو ما يسدّد أول طعنة له من العيار الثقيل.
الجميع يترقب موقف كتلتي الرئيس نبيه بري و"حزب الله" من المشاركة أو عدمها. وفي حال سلوك الخيار الثاني، وهذا ما سيحصل على الأرجح ما لم تتدخل جهات دولية كبرى، يكون "الثنائي" في صدد توجيه إشارة إلى كل من يهمه الأمر، أن ولادة الحكومة لن تمرّ إلا بـ"لمسات شيعية" على غرار ما رافق عملية انتخاب الرئيس جوزف عون.
يبدو ملف الحكومة وتسمية سلام أكثر ثقلا على "الثنائي" الذي يعتبر أن ما تم الاتفاق عليه عشية مفاجأة التسميات جرى نسفه بفعل كتل نيابية وبتدخل من الخارج أطاح الرئيس نجيب ميقاتي.
في هذا الوقت، يحاول الرئيسان عون وسلام إقناع بري أولا بالمشاركة في الحكومة لأنهما يدركان أن سياسة التحدي لن تجدي نفعا مع "الثنائي" الذي يجد نفسه أمام ثلاثة خيارات للتعامل مع الحكومة المنتظرة:
- المشاركة فيها بعد تدخل خارجي بدأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بري لإقناعه بتمثيل كتلتي "أمل" والحزب. وفي حال موافقتهما على تسمية الوزراء الشيعة ستكون للثنائي كلمته في تحديد هويات هؤلاء وحقائبهم.
وثمة من يعتقد أن "الثنائي" يحاول الحصول على أكبر قدر من الشروط في الحكومة، وبات بحكم المحسوم أن وزارة المال سيتولاها شيعي على غرار الحكومات السابقة.
- بقاء "الثنائي" على ملاحظاته حيال سلام وطريقة تسميته، على أن يسمي وجوها شيعية من التكنوقراط "من غير المستفزين" للثنائي الذي قد يقبل بهذا المخرج لجملة من الاعتبارات.
- توجه "الثنائي" نحو مزيد من الاعتراض وعدم القبول بالتشكيلة الحكومية ورفض الموافقة على أي اسم من الأسماء الشيعية المختارة وغيرها.
ويعرف الرئيس المكلف هنا أنه سيواجه صعوبة كبيرة عند كتابته أيا من الأسماء الشيعية قبل تأكده أنها ليست محل اعتراض عند النواب الشيعة ال27. وفي حال تجاوز هذه العقبة وبقاء "الثنائي" على شروطه وعدم تقبله كل الحكومة، قد يتجه نوابه إلى سيناريو "آخر الأسلحة"، وهو مقاطعة جلسة نيل الثقة وإفشالها (على غرار ما فعله النواب السنّة مع حكومة الرئيس أمين الحافظ عام 1973 عندما رفض الرئيس كميل شمعون السير بحكومة في غياب المكون السني، ما أدى إلى تطييرها). وفي هذه الحالة يصبح البلد كله في مكان آخر.
من يطلع على مواقف "حزب الله" يلمس أنه وصل إلى خلاصة "طفح الكيل"، الأمر الذي يؤشر حتى الآن لعدم ولادة الحكومة إلا بطريقة قيصرية، من دون حسم ما إذا كانت قادرة على "التنفس".
تزامنا، لا تتوقف الدعوات في اتجاه الشيعة لتفهم المرحلة الجديدة والعودة إلى المواثيق اللبنانية والتوجه إلى مراجعة ذاتية وشجاعة تسمح بانبعاث جديد لمكون أساسي في البلد، علما أن قلب الصفحة ليس ضعفا، مع الحفاظ على الثوابت.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|