"التيار الأزرق" يستعدّ للعودة السياسيّة... هل فتحت المملكة الطرق المعبّدة أمام الحريري؟
لم تغب الهواجس والمخاوف لدى معظم أهل السنّة، من تراجع دور تيار "المستقبل" ضمن الساحة السياسية، منذ تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي في كانون الثاني 2022، رافضاً حينذاك خوض الانتخابات النيابية، ومكتفياً بالعودة الى لبنان في ذكرى اغتيال والده في 14 شباط من كل عام، وسط صمت سياسي وهدوء يقتصر على زيارة الضريح، وإلقاء السلام على الحاضرين من الحشود الشعبية، واللقاءات السياسية القليلة جداً، ومن ثم المغادرة الى مقر إقامته في أبو ظبي. ومنذ ذلك الحين والإحباط يرافق جمهوره ومناصريه، الذين يُعبّرون عن تشتتهم، ويدعون الى تصحيح المفاهيم السياسية، وسط جمود كبير في تحركهم، حتى كادوا يصبحون منسيّين سياسياً، حيث لا نواب ولا وزراء بل صمت سياسي، باستثناء بعض المواقف العادية التي يعبّر عنها الحريري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن ووفق المعلومات، فزيارته هذا العام الى بيروت ستحمل الكثير في طياتها، وما تشهده المناطق المؤيدة له خير دليل على ذلك، إذ تنتشر ضمنها اللافتات المرحّبة به وصور الرئيس رفيق الحريري والشعارات في بعض مناطق العاصمة، خصوصاً الطريق الجديدة معقل "التيار الازرق"، كما لن تغيب مناطق شمالية وبقاعية عن مظاهر التأييد للرئيس سعد الحريري، مترافقة مع عودة تيار "المستقبل" الى الساحة، بالتزامن مع التطورات السياسية الهامة التي حدثت في المنطقة، التي من شأنها المساهمة قريباً في عودة أكبر تيار سياسي يمثّل اهل السنّة.
الى ذلك، سيوجّه المؤيدون الذين سيواكبون حضور الحريري في 14 شباط المقبل في ساحة الشهداء رسالة اليه بطريقة غير مباشرة، مفادها ضرورة توقفه عن تعليق العمل السياسي، ولمّ الشمل السنّي في توقيت حساس ودقيق، يتطلب إزالة التشرذم وتصحيح الخلل وملء فراغ الساحة السنيّة، لأنّ الواقع أكد انه كان وما زال وسيبقى الزعيم الأوحد للطائفة، إذ لم يستطع أحد انتزاع مكانه السياسي وشعبيته، والأشهر المقبلة كفيلة بتوضيح ذلك، وفق ما تشير مصادر سياسية مقرّبة منه، وتعتبر أنّ محطة 14 شباط ذكرى جامعة كالعادة، وموحّدة لإطلاق الرسائل ورسم خارطة العودة غير البعيدة، للتحضير للاستحقاقات المرتقبة، وتأتي في طليعتها الانتخابات النيابية في أيار 2026. ولفتت المصادر الى انّ الحريري سيلقي كلمة هامة مباشرة في 14 شباط المقبل خلافاً للسنوات الماضية، ستتناول المستجدات والتحولات التي شهدتها المنطقة، ولبنان خصوصاً، والتوازن الجديد بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزف عون وتسمية رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، على ان يحدّد خلالها موقفه من العهد الجديد ورؤيته السياسية، مشيرة ً الى انّ التحضيرات للذكرى قد بدأت تحت عنوان "بالعشرين... عساحتنا راجعين"، في إشارة الى مرور عشرين عاماً على ذكرى 14 شباط 2005 ، والى أنّ عودة تيارهم مؤكدة. وذكّرت المصادر نفسها بدعوة الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري جميع الحزبيين والمناصرين في كل المناطق اللبنانية الى المشاركة بكثافة، في إحياء الذكرى تحت هذا الشعار، ولنقول كلنا بصوت واحد" رفيق الحريري ورفاقه استشهدوا من أجل لبنان".
في السياق، ثمة اسئلة تطرح حول مدى دخول المملكة العربية السعودية على خط عودة الحريري، بالتزامن مع التغيرات اللبنانية والاقليمية، والدور الذي اضطلعت به الرياض في الانتخابات الرئاسية والتكليف الحكومي، وبالتالي المساهمة في إعادة الدور للمكوّن السنيّ وجعله بيضة قبّان اساسية في الاستحقاقات الهامة، فيما يعتقد بعض المراقبين السياسيين بأنّ القرار السعودي في هذا الاطار لم يُتخذ بعد، وإلا لكنا شهدنا زيارة سعد الحريري الى المملكة، لكن لا يمكن ستبعاد أي شيء في السياسة، قكل شيء وارد في أي لحظة، وبالتالي فهذا الحراك الازرق اليوم لم يأت من عدم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|