الحكومة في الأمتار الأخيرة... و"القوّات" لا تتقبّل هذا الأمر!
حزب الله يغرّد خارج الزمن...المظلومية لتحصيل مكاسب تضرب العهد والامال
من يستمع الى خطاب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وبعض القادة الروحيين ممن يدورون في فلكه ، يخال ان الزمن توقف قبل ايلول 2024، وان محور الممانعة في عز تألقه وكأن شيئا لم يكن. لا اسرائيل دمرت الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ولا اغتالت الهيكيلية القيادية من رأس الهرم مع ايقونة المقاومة السيد حسن نصرالله حتى اسفله، في ما يشبه حرب ابادة اطاحت بنحو خمسة الاف شهيد وما زال كثيرون تحت الانقاض، ولا اعاقت نحو خمسة الاف شاب بتفجير اجهزة البايجر والتوكي ووكي،ولا عانت بيئة الحزب والثنائي الشيعي عامة ما عانته من ويلات النزوح والتشرّد وهدم منازل وفقدان ارزاق ودكّ للبنى التحتية وموارد الاقتصاد، وكل ما اصابها منذ شهر ايلول المنصرم حتى 27 تشرين الثاني تاريخ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الذي ينتهي مفعوله بعد ستة ايام بالتمام.
أطل قاسم منذ يومين في خطاب تنظير على الدولة واللبنانيين، متجاهلاً موجة التغيير العارمة وضاربا عرض الحائط خطاب القسم الرئاسي ومواقف الرئيس المكلّف نواف سلام في ما يتصل باحتكار السلاح بيد الدولة، وبسط سلطتها بقواها الذاتية، على كامل الاراضي اللبنانية، ومحاولا اقناعهم بأن الثنائي هو صاحب الفضل في انتخاب الرئيس عون. وليس في لبنان من لم يعلم، لا بل هو على يقين ان انتخاب نواب امل وحزب الله الرئيس عون جاء مثابة رضوخ للأمر الواقع محليا ودولياً، في ظل عزم نواب معارضة الامس ومعهم كتلة نواب اللقاء الديموقراطي والنواب السنة على ايصال عون الى بعبدا، ما اضطر الثنائي للسير به حتى لا يبقى خارج جنة الحكم وقد منّن النفس بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة فيكون له ما يريد تماماً قبل ان تلفح رياح التغيير لبنان وسوريا والمنطقة برمتها، إلا ان كتلة الزعيم الدرزي قرأت بعيدا وقررت تسمية سلام، في ما ردت كتلة النائب جبران باسيل الصاع لحليف الامس لانتخابه غريمها جوزاف عون بتسمية سلام، فكانت الواقعة الكبرى والصدمة التي لم يتمكن الثنائي من استيعابها فظهرت مفاعيلها في موقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عقب زيارة الرئيس عون بعد "دلع سياسي" لم يتجاوب معه الرئيس القائد بمحاولة ارجاء الموعد الى اليوم التالي، عقب ممارسته بالطريقة نفسها يوم الانتخاب مع تعليق الرئيس نبيه بري جلسة الانتخاب الرئاسية ساعتين وزيارة موفدي الثنائي القائد، ظنا منهما انهما يوهمان اللبنانيين بسحب ضمانات من عون لانتخابه، لكن الدلع والسيناريوهات الممجوجة والمكشوفة لم تلق الصدى المطلوب.
ولما استشعر الحزب او بالاحرى تيقّن، ان القافلة تسير واعادة بناء الدولة انطلق بعزم واجماع دوليين، هرول للالتحاق بها ممارساً الغنج والدلال والمظلومية لاقناع بيئته برفض اقصائها من المشهد السياسي وتحميل عون وسلام اللذين مدّا اليد لجميع اللبنانيين، المسؤولية ، إن قررا ابقاء الثنائي خارج الحكومة ، وهو الذي ألمّ به المُصاب الجلل، متجاهلا ان الحزب نفسه استجلب الحرب وكل تبعاتها الى لبنان بقرار مساندة غزة ،وعوض ان يتحمل المسؤولية ويقر بها معتذراً من اللبنانيين جميعا، راح ينظّر على الدولة، مدّعيا الانتصار محليا ونصرة غزة اقليمياً، في حين سُويت غزة بالارض، ومثلها مناطق نفوذه في لبنان، وتراجع عن شرطه بربط الساحتين، فالتزم بوقف النار في لبنان من دون غزة، بعدما طأطأ الرأس وناشد العالم التدخل لوقف النار.
اما دعوته عدم اختبار صبر المقاومة ، فلزوم ما لا يلزم لأن اللبنانيين اختبروا نوعية الصبر ومفاعيله وتداعياته ولا حاجة للتذكير به، تماما كما الادعاء بأن تسليم السلاح وتفكيك البنية العسكرية للحزب ينحصران في منطقة جنوب الليطاني، وهو العالم بانه يمتد من الجنوب الى كامل مساحة لبنان. وليس كلامه هذا الا لإيهام ناسه زوراً انه لم ولن يستسلم للدولة.
حبر كثير يمكن ان يسيل بعد في معرض تفنيد كلام قاسم والرد عليه، بيد ان الاهم يبقى في ان تتيقن السلطة السياسية الجديدة الموثوق بها الى الحد الاقصى من اللبنانيين السياديين والاحرار الموعودين بلبنان جديد، ان استثمار نتائج الحرب الاسرائيلية على الحزب في السياسة وتوظيف المظلومية لمصلحة تحصيل امتيازات ومكاسب حكومية سيضرب كل الامال المعلقة عليها في الصميم، ولا فضل للبناني على اخر، كما اكد وكرر الرئيس جوزاف عون.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|