هدنة الستين يومًا شارفت على الانتهاء والتوتر لم يتنهِ... فماذا بعد؟!
مع اقتراب انتهاء الهدنة التي تم التوقيع عليها مع العدو الإسرائيلي في 27 يناير 2025، يواصل اللبنانيون تتبع تطورات الوضع الأمني على الجبهة الجنوبية إلى جانب سلسلة من الانتهاكات المستمرة التي تحدث من الجانب الإسرائيلي والتي كان آخرها اليوم غارات جوية على بيوت سكنية في عيتا الشعب وحنين - وهما مدينتان في جنوب لبنان- حيث أوضحت المعلومات أن الانفجارات كانت ضخمة.
الانتهاكات الإسرائيلية وآثارها على الأمن في الجنوب
يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم سعوا للسيطرة على الوضع الأمني منذ بدء الهدنة في 27 تشرين الثاني 2024، لكن الجانب الإسرائيلي يواصل انتهاك شروط الاتفاق يومياً على طول الحدود الجنوبية، وفقًا لبيان من المراقبين الذين يرون أن الانتهاكات هي جزء من عملية تصعيد قد تؤدي إلى مواجهات جديدة. هذا السلوك الإسرائيلي ليس مجرد انتهاك للمعاهدات الدولية، بل هو اعتداء مباشر على الشعب اللبناني وأمنه.
في ذروة هذا الوضع المتأزم، أوضح أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بكلمات صريحة في خطاباته الأخيرة، موجهًا رسائل مباشرة إلى العدو الإسرائيلي قائلًا: "لا تختبروا صبرنا" وأضاف أن إسرائيل لن تفلت من العقاب إذا تصاعد الوضع. فهذه التصريحات تعكس استياء حزب الله من الانتهاكات الإسرائيلية المتعاقبة باعتبار أنّها تجذب لبنان والمنطقة نحو مواجهة جديدة.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من التوقعات العالية بين اللبنانيين لأيام أفضل بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام بتشكيل حكومة إصلاحية مع إمكانات تغيير نظامية على الطاولة، فإن الهجمات والانتهاكات الإسرائيلية قادرة على جر لبنان إلى مواجهة جديدة، في ظل استعداد الطرفين بشكل واضح لاحتمال التصعيد، وفقاً للتصريحات الأخيرة للحزب من جهة، وحكومة العدو من جهة أخرى.
وعلى الرغم ايضا من الجهود الدولية لكسر الجمود في هذا الوضع الأمني على الأرض، تبقى هذه الأسئلة تهم الجميع، هل ما يحصل في الجنوب مجرد تصعيد طفيف؟ ماذا إذا انهارت الهدنة؟
إذ إن التهديدات الأمنية وتجدد الحرب اللبنانية-الاسرائيلية لها تداعيات كارثية على استقرار البلد الداخلي وكذلك استقرار المنطقة.
تمر أيّام الهدنة دون نهاية للتوترات التصاعدية التي تثير شكوكاً حول الهدنة أمستمرة أم لا، بينما يعيش الجميع في قلق وخوف من "حرب جديدة" يمكن أن تضاف إلى الأزمات المستفحلة المتتالية على لبنان. كما أن تصاعد التهديدات بين الجانبين يضع لبنان في موقف حساس ويؤدي إلى إشعال التوترات الإقليمية التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة إذا لم يتم التعامل مع المسألة بعقلانية لردع الاحتلال عن مواصلة انتهاكاته في لبنان وإجباره على الامتثال لقرارات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، إذ إن التهكم المستمر بـ"الهدنة" والمماطلة في عملية الانسحاب من المناطق الجنوبية التي كان ينبغي أن تتم تدريجياً خلال الستين يوماً يشكل خطرًا حقيقيا مرتقبًا على لبنان والمنطقة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|