الصحافة

بلاد الشام: تسلُم وتسليم بين السعودية وإيران كرَّسه بن فرحان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عادت المملكة العربية السعودية بقُوة إلى لُبنان، عبر زيارة وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان. فللمرة الأُولى مُنذ 15 عاما، زار مسؤول سعودي على هذا المُستوى لُبنان، ما دل على مقدار اهتمام المملكة بالوضع اللُبناني في مرحلة فائقة الدقة محليا وإقليميا...

والسعودية التي واكبت بفاعلية وعن كثب، استحقاقي الرئاستين الأُولى والثالثة، ينتظر منها اللُبنانيون الكثير، بخاصة وأن عملية إعادة الإعمار، لا يُمكن أن تتحقق إلا بدعم عربي وخليجي عُموما، وسعودي على وجه الخُصوص.

وفيما جدد الأمير بن فرحان دعمه رئيسي الجُمهورية والحكومة، والخط الإصلاحي الذي بدأ يتكون، فإن تشكيل الحُكومة المُنتظرة بقي يُواجه عثرات وعراقيل، ما أخَّر التأليف...

والعودة السعودية إلى لُبنان، يُمكن وصفها أيضا بالأستكشافية، ومنها تتحرك كُل الملفات وفي مقدمها تطبيق القرار 1701.

المُهم في الموضوع، أن المملكة العربية السعودية تعود إلى لُبنان، على رأس عَوْدة عربية خليجية مُرتقبة، ولكن ممرها الإلزامي سلطة تنفيذية تقود عملية الإصلاح، ومنها تتحرك كُل الملفات...

لذا فقد شدد بن فرحان، ومن قصر بعبدا تحديدا، أن "تطبيق الإصلاحات ضروري، وسيُعزز ثقة العالم في لبنان". وتابع: "ثقتنا كبيرة بقُدرة فخامة الرئيس، ودولة رئيس الوزراء المُكلف، بالشُروع في الإصلاحات اللازمة، لتعزيز أمن لُبنان واستقراره ووحدته"...

وفي المُحصلة، فقد انتهت رسميا، القطيعة السعودية مع لبنان، بعدما استمرت ما يُقارب 15 عاما. كما وترأس الوزير السعودي وفدا تجاوز المئة شخصية سياسية واقتصادية مُختلفة، ما يدل على "ثقل الزيارة" وأهميتها.

ولكن المُفارقة أن العلاقة السعودية-الإيرانية التي شهدت تحسُنا في فترة من الفترات، لم تنعكس على علاقة "حزب الله"!.

‎وفي المُقابل، ‎يعكس المشهد اللُبناني، تبدُلا في خريطة الدُول الداعمة أو تلك التي لها اليد الطُولى في لُبنان. كما وجاءت الزيارة السعودية إثر انطفاء دور طهران في المنطقة، ولُبنان في شكل خاص!.

وأما إيران التي كثفت حُضورها عقب اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله"، السيد حسن نصرالله، وظهرت كحاضنة للشيعة في لبنان، فقد انكفأت في مُقابل تقدُم المملكة العربية السعودية التي سيكون لها دور في دعم لُبنان اقتصاديا، والمُساهمة في إعادة إعمار ما هدمته حرب "إسرائيل".


‎وتوازيا، من المُتوقع أن يتم الإعلان قريبا عن "وديعة سعودية في مصرف لبنان" على سبيل المُساعدة، فضلا عن توقيع اتفاقات كثيرة كانت جُمدت على خلفيات سياسية.

وأما العَوْدة السياسية، وهي الأهم، فهي تأتي لتُكرس واقعا أرسته المملكة السعودية بانتخاب جوزاف عون الذي كان كلمة سر اللجنة الخُماسية على مدى سنوات عملها على الملف... كما وكانت تسمية نواف سلام بهذا الكم من أصوات السُنة والمُعارضة، بإيحاء سعودي مُباشر. وليست بعيدة السعودية عن تشكيل الحكومة، وإن في شكل غير مباشر.

وتشترط المملكة تشكيل حُكومة تُحاكي التغيير السياسي الذي شهده لُبنان، لتنفيذ المشاريع والإصلاحات المطلوبة. لقد أسدلت المملكة الستارة على مبدإ العطاء بلا شرط أو حدود، والعطاء بات مُقيدا بشُروط التنفيذ والإشراف على المشاريع.

‎وما يهم السعودية، هو تنفيذ برنامج إصلاحات يفتح باب المُساعدة الدولية للُبنان. وما يهمها أيضا، هو "نهاية حقبة سيطرة حزب الله". وما تسعى إليه، سياسيا، لن يتوقف عند عتبة انتخاب رئيس للجُمهورية وتشكيل الحُكومة، بل إن المسار الطويل يفترض استكماله حتى الانتخابات النيابية ورئاسة مجلس النُواب. ومعه سيتكرس الاتفاق فعليا إلى مرحلة يتحول فيها "حزب الله" إلى حزب سياسي.

‎ولا يُمكن إغفال حقيقة تزامُن الزيارة مع سُقوط نظام الأسد وتسلُم أحمد الشرع إدارة الحُكم في سوريا. ويمكن إدراجها أيضا في إطار الالتفاف السعودي على التمدُد التركي بعد سوريا إلى لُبنان. وثمة من يربط الانقلاب على تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحُكومة مجددا، في اللحظات الأخيرة، في كونه ردا سعوديا على زيارته سوريا فتُركيا، وهو ما لم ينل مُباركتها.

بِن فرحان في سوريا

وحين انتقل وزير الخارجية السعودية إلى سوريا، وعقب لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، في دمشق، كشف أن بلاده تُجري مناقشات مع أوروبا والولايات المُتحدة للمُساعدة في رفع العُقوبات عن سوريا. وشدد في مُؤتمر صحافي على أهمية "الاستعجال في رفع كُل العُقوبات المفروضة على سوريا بطريقة تضمن تدفق الاستثمارات إليها، لإتاحة الفُرصة لنُهوضها واستقرارها والعيش الكريم"، مُؤكدا: "نسمع رسائل إيجابية".

وثمّن بن فرحان خُطوات الإدارة السُورية في انفتاحها على كُل شرائح المجتمع، مضيفا: "جئت إلى دمشق للتعرُف من أشقائنا السوريين مُباشرة على احتياجات الشعب السُوري". وأكد دعم سوريا وسيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها، مُشددا على أن تكاتُف السُوريين سيُمكن دمشق من العودة إلى موقعها المُهم في المنطقة.

قد كانت الزيارة الأولى لوزير الخارجية السعودية لدمشق مُنذ سُقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأتت ضمن سلسلة زيارات لوفود عربية وإقليمية ودولية وأُممية، للاطلاع على رُؤية الإدارة السورية الجديدة للمرحلة المقبلة.

‎هي إذا عودة سعودية سياسية إلى لُبنان وسوريا، من باب الاقتصاد والأمن. والمطلوب من لُبنان الشّروع بالإصلاحات، ومن سوريا الانفتاح على كُل شرائح المجتمع... وما تم تحديدا، تسلُم وتسليم في بلاد الشام، بين السعودية وإيران، كرَّسه بن فرحان.

النشرة - رزق الله الحلو

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا