هل من حاضنة سنّية للرئيس المكلف؟
كثر الحديث في الايام الاخيرة عن الاحتضان الطائفي لرئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، بعد بروز حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن عدم أدائه الصلاة أو زيارة دار الفتوى أو تغييره لبعض العادات التي درج أن يقوم بها من يتولّى منصبه من عشرات السنين.
وهذه الحملة تزامنت مع سلسلة من الاعتراضات النيابية على أداء الرئيس المكلّف مع الكتل السنّية الموجودة في المجلس على مستوى المشاورات الوزارية أو تسمية الوزارات، كان أبرزها مواقف تكتل الاعتدال الوطني، بالإضافة إلى عدم رضى واضح من كتلة التوافق الوطني التي تضمّ النواب فيصل كرامي وحسن مراد ومحمد يحيى و"الأحباش"، اذ يحصر التمثيل السنّي بنفسه.
هذه الاعتراضات أتاحت التساؤل عن غطاء سنّي يحظى به الرئيس نواف سلام ويحتاج إليه كشاغل للموقع الأول في الطائفة.
وفي هذا الإطار بحسب أوساط سياسية سنية لا يمكن تطبيق المعايير السائدة في السنوات الأخيرة في الطائفة السنية على نواف سلام وخصوصاً أنه أتى من مكان مختلف عمن توّلوا تشكيل الحكومات سابقاً فهو ليس من الطبقة السياسية، ولم يكن موجوداً في السياسة اللبنانية الداخلية، وليس لديه كتلة نيابية أو طائفية دعمته أو رشحته، وإنما أتى نتيجة جوّ تغييري رافق العهد الجديد وحظي برضى إقليمي ودولي.
وإذا اعتمدنا المعايير التمثيلية، فإن تسميته أتت بأغلبية ساحقة من النواب السنة، بالإضافة الى ترحيب من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بما يؤمّن غطاءً طائفياً مريحاً اجتاز فيه المرحلة الأولى وهي التكليف، لكن مع الخطوة الثانية بعدها وهي التأليف فالأمور تغيّرت كثيراً، تضيف الأوساط، فهو تعاطى مع ممثلي الطائفة كأنهم "بالجيبة" ولم يتجاوب مع مطالب كتلة نواب عكار والمنية والضنية بتمثيلهم بوزير ولم يردّ على اعتراض الكتلة السنية في المجلس (التوافق الوطني) بتوزير شخصية تستفز أحد أعضائها، كما أن جميع الأسماء المتداولة لا تمثل حقيقة القوى في الطائفة فهناك خيار غالب في الطائفة على اسم وزير داخلية معيّن لم يتفاعل معه الرئيس المكلف، كما أن الأسماء الأخرى هي من أجواء الكتلة التغييرية وثورة 17 تشرين ولا تمثّل الجوّ السنّي مناطقياً أو سياسياً.
أما من الناحية الشعبية أو الجماهيرية، فالسنة في لبنان أصبحوا معتادين على بعض التصرّفات التي أصبحت بحكم الأعراف، كزيارة دار الإفتاء عند التكليف، أو زيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما زال الناس ينتظرون الرئيس المكلف في أول خطواته.
وتختم الأوساط أنه إذا سلّم الجميع بعدم تطبيق المعايير على الرئيس الجديد، فعليه هو أيضاً العمل وفق هذا الإطار، وهو ما لم يظهر حتى الساعة، فهو تعاطى مع ممثلي الطائفة الشيعية على أساس تمثيلهم النيابي والشعبي ولم يعتمد الأسلوب نفسه مع باقي المكوّنات وخصوصاً السنّية.
اسكندر خشاشو -"النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|