الصحافة

الرئيس بري بين الأوراق… والأرانب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في مصطلحات المعارك العسكرية، هناك مصطلح يُستخدم للتعبير عن التراجع الميداني، وصولاً إلى الانسحاب، فيُقال” القتال التأخيري”، أي أنّ الجنود يطلقون النيران لتغطية انسحابهم من أرض المعركة.
هذا المصطلح العسكري بالإمكان استخدامه في

“المعارك السياسية”، وأسطع مثال على ذلك، المعارك السياسية التي يخوضها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي منذ ما قبل انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وهو يخوض معارك شرسة للمحافظة على ما حققه على المستويات السياسية والإدارية وموقعه وموقع الطائفة الشيعية داخل التركيبة اللبنانية.

لكن الرجل يكاد يستنفذ كلّ أوراقه و”أرانبه”، فليس سهلاً أن يتحمل مسؤوليات على مدى نصف قرن، ليصل في نهاية المطاف إلى تحمّل مسؤولية مثلثة الأضلاع وهي: الطائفة والحركة والحزب.
فالجميع يعلم أنّ المرجعية في الطائفة الشيعية باتت معقودة اللواء، عملياً، للرئيس نبيه بري، وإن كانت المرجعية رسميًا منوطة بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. ومن باب “تحصيل الحاصل” أنّ المرجعية داخل حركة أمل محصورة فيه بصفته “الآمر الناهي”، تبقى مرجعية حزب الله التي سلَّمها الأمين العام الجديد للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى “الأخ الأكبر” كما سمَّاه.
انطلاقاً من هذه المسؤولية المثلثة الأضلع، كيف سيستطيع “الأستاذ” الصمود في وجه الرياح العاتية الآتية من كل اتجاه؟

الرئيس بري في وضعٍ لا يحسَد عليه، فهو “حصَّل” مكتسبات للطائفة لم ينجح أحد قبله في تحقيقها، لكنه يخشى اليوم أن تذهب هذه المكتسبات أدراج الريح والظروف، فهو يرى بأم العين كيف أنّ “الإنماء” الذي حققه بواسطة “مجلس الجنوب”، منذ العام 1990، قد دمِّر في الحرب الأخيرة، وهو يعرف أنّ إعادة الإعمار دونها شروط سياسية، ما لم يلتزمها لبنان، فإنّ أموال الإعمار لن تأتي. وهنا يقع الرئيس بري بين خيارين أحلاهما مر، فإذا قبل بالشروط السياسية فهذا يعني امتثاله لعقد إذعان، كما يوصف اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه مجلس الوزراء مجتمعًا، بحضور وزراء حزب الله وحركة أمل، وإذا لم يقبل بالشروط فهناك خطر بأن تعود الحرب، وبالتأكيد لا تستطيع بيئة الثنائي تحمل عودة الحرب، وكذلك جميع اللبنانيين.

الوضع بحاجةٍ إلى معجزة، وزمن المعجزات يبدو أنه ولَّى، فهل يمكن الرئيس بري أن يجترح معجزة فيخرِج آخر أرانبه ويكشف عن آخر أوراقه؟ الجواب ليس سهلًا خصوصَا إذا كانت المعطيات تشير إلى أنه لم يعد يملك لا أرانب ولا أوراقاً.

 جان الفغالي -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا