بشار الأسد خرج من سوريا ولكنّه قادر على حكم لبنان من قلب روسيا؟

رغم التغييرات التي شهدناها خلال الأشهر الأخيرة، والتي لا يمكن لأحد في لبنان إنكارها، إلا أن المشهد العام يُظهر لنا بعض الأمور غير المنطقية، في مكان ما.

لغز؟؟؟...

ففي سوريا مثلاً، سقط نظام الرئيس السابق بشار الأسد الذي انتقل الى روسيا. وما ان أُعلِنَ عن خروجه من دمشق، حتى بدأ ضباطه وجنوده والكثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأمنية... السورية التي تدور في فلكه، تتهاوى، إما بالاعتقالات، أو بالهروب، أو بالنّفي، أو بأساليب أخرى، وهو ما يجعل حكم نظام آل الأسد في سوريا من الماضي، بكلّ ما للكلمة من معنى.

وأما في لبنان، ورغم كل ما سبق ذكره، إلا أن هناك الكثير من الشخصيات والأطراف و"الهندسات" السياسية المحليّة لا تزال باقية من زمن الحقبة السورية، ومُؤثِّرَة في المشهد السياسي المحلّي بشكل كبير، وذلك تماماً كما لو أن بشار الأسد قادر على حكم لبنان من روسيا. فما هو سرّ هذا اللّغز، أي التغيير الكامل في سوريا، بلد الأسد، وذلك بموازاة استمرار الأفرقاء الحليفة له متحكّمة بلبنان، تماماً كما لو كان لا يزال في دمشق، وفي حقبة ما قبل الحرب السورية؟

تراجع كبير

رأى اللواء المتقاعد والنائب أشرف ريفي أن "كل الذين كانوا محسوبين على المحور السوري - الإيراني باتوا بحالة تراجع كبير جداً، والدليل الأكبر على ذلك، هو الحكومة الجديدة التي تمّ تشكيلها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه أول حكومة تُشكَّل بعد حرب المُسانَدَة وسقوط النظام السوري. وصحيح أن "حزب الله" مُمثَّل في الحكومة بطريقة غير مباشرة، إلا أن ليس لديه أي حليف شريك له فيها".

انقلاب كامل

وأوضح ريفي أن "ما حصل في سوريا كان انقلاباً كاملاً. بينما ما نشهده نحن في لبنان هو تحوُّل تدريجي، وليس انقلاباً، ضمن مفعول يُشبه قوة الانقلاب الكامل".

وختم:"شهدت سوريا انقلاباً كاملاً على النظام الفاسد الإرهابي والإجرامي الخطير، نظام تهريب المخدرات. ومن تسلّموا السلطة هناك يُثبتون يومياً أنهم رجال دولة يبنون بلدهم بالفعل. وها هو الجيش اللبناني يواكب مجهود الإمساك بالحدود البرية وبالحدود اللبنانية الشمالية - الشرقية بالكامل، وهذا ما سيجعل الأوضاع تتحسّن أكثر".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"