"تعهّد سوري" بالحفاظ على استقرار لبنان... وفرنسا مستعدة للوساطة!
بانتظار جمعة الحريري… اسرائيل تخرق جدار لبنان
في بيت الوسط، بيت الشعب، بيت العاصمة بيروت، بدأ سعد رفيق الحريري يومه باستقبال ضيف غير عادي، سواء من جهة توقيت الزيارة أو كونها أولى الزائرات، السفيرة الأميركية ليزا جونسون، مع ما يحمله ذلك من معانٍ، لا سيما لمحاربي الحريري من القوى التي طمحت الى إغلاق هذا البيت السياسي العريق.
بعدها انطلق سعد في جولات على الرؤساء، بدأها من قصر بعبدا، وقال للصحافيين: “اسمعوني الجمعة”. وفيما زار السراي الحكومي وعين التينة والبلاتينوم من دون تصريحات إعلامية، أطل من دار الفتوى ليرد على الشوق بالشوق، متوجهاً إلى اللبنانيين بالقول: “اشتقتلكم، ناطركم بالساحة، اسمعوني الجمعة”.
في الأسبوع الحريري، خرق جدار الصوت الاسرائيلي، منذراً بعواقب الرفض اللبناني لإملاءات تل أبيب، التي تسعى الى تمديد بقاء جيشها في الجنوب مرة جديدة، وذلك بعد صدور بيانات من لبنان الرسمي تؤكد التمسك بالانسحاب الاسرائيلي في 18 شباط المقبل. يأتي ذلك في مرحلة تعيد فيها أميركا – دونالد ترامب رسم خريطة العالم من الشرق الأوسط حتى أوكرانيا، فيما يبدو أن روسيا – فلاديمير بوتين تخطت مرحلة بشار الأسد في سوريا، وأنجزت أول اتصال بالادارة الجديدة، وأكد بوتين للرئيس السوري أحمد الشرع استعداد بلاده لمساعدة دمشق.
أعلن الجيش الاسرائيلي تمديد فترة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مشيراً إلى أن قواته “ستبقى على الأرض” على الرغم من الرفض اللبناني، والاتصالات التي أجرتها السلطات الرسمية مع جهات ديبلوماسية للضغط على إسرائيل لتنفيذ الانسحاب في المهلة المحددة في 18 شباط الجاري.
ونقلت “هيئة البث العامة” الاسرائيلية عن مسؤولين كبار في الحكومة أمس قولهم إن كيان الاحتلال الاسرائيلي حصل على إذن من الولايات المتحدة بالبقاء في عدة نقاط في لبنان بعد الموعد المتفق عليه لانسحابه الكامل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في واشنطن تأجيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان لعدة أسابيع”. وأشارت إلى أن نتنياهو “قدَّم أدلة لواشنطن تفيد بأن الجيش اللبناني لا يفرض قيوداً على انتهاكات حزب الله”، وفق المزاعم الاسرائيلية. وقالت القناة الاسرائيلية: “هناك اعتقاد لدى تل أبيب بأن واشنطن ستسمح بتمديد الانسحاب لمنع عودة حزب الله إلى الحدود”.
وقال مسؤول لبناني وديبلوماسي أجنبي لـ”رويترز” إن إسرائيل طلبت إبقاء قوات في خمس نقاط بجنوب لبنان حتى 28 شباط، وأرسلت طلبها عبر اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار.
في المقابل، صدر بيان من مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء فيه: “ما نسبته قناة الحدث إلى مصادر حول اتفاق بين الرئيس نبيه بري وحزب الله على تمديد وقف إطلاق النار مرة ثانية هو محض اختلاق ومزيف تماماً”.
كما صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان ينفي فيه ما ورد في وسائل الاعلام عن “اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر”، موضحاً أن “الرئيس عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري”.
وأكد رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال استقباله وزير خارجية البرتغال باولو رينجال، “موقف لبنان الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين”، مشدداً على “أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في العام 2002″، ورافضاً “الطروح التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرّستها قرارات الأمم المتحدة”.
ودعا الرئيس عون دول الاتحاد الأوروبي “للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري، كما لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان”.
ميدانياً، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي، مساء أمس، جدار الصوت فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية وعدد من المناطق في قضاء المتن والبقاع على علو منخفض.
وكانت المنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب المحاذية للخط الأزرق مع إسرائيل، شهدت بعد الظهر، عملية تفجير لمزرعة عند الحدود قام بها الجيش الاسرائيلي، الذي أطلق أيضاً رشقات رشاشة من بلدة مارون الراس عند مدخلها لجهة أطراف مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.
وقامت الجرافات الاسرائيلية بتنفيذ أعمال تجريف عند أطراف بلدة الضهيرة، حيث شوهدت أيضاً أعمال تركيب ألواح إسمنتية تعمل رافعات إسرائيلية على تركيبها عند الشريط التقني الحدودي للخط الأزرق. وقام الجيش الاسرائيلي بحرق المنازل في عمليات تفجير في بلدة العديسة جنوب لبنان.
في سوريا، أجرى الرئيس بوتين اتصالاً هاتفياً بالرئيس الشرع، هو الأول من نوعه منذ إطاحة حليف الكرملين السابق في سوريا بشار الأسد.
وأفاد المكتب الصحافي للكرملين بأنه جرى خلال الاتصال “تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا”.
وأكد الجانب الروسي موقفه المبدئي الداعم لوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها، مشدداً على “أهمية تنفيذ مجموعة من التدابير للتطبيع المستدام في البلاد، وتكثيف الحوار بين السوريين بمشاركة القوى السياسية الرائدة والمجموعات العرقية والدينية من السكان”.
ووفقاً للكرملين، أكد بوتين استعداد بلاده للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك عبر تقديم المساعدات الانسانية. وتمنى أيضاً للشرع “النجاح في حل المهام التي تواجه القيادة السورية الجديدة”.
ووصف الكرملين المحادثات بأنها كانت “بناءة وموضوعية وعملية”، مشيراً الى أن الطرفين اتفقا في ختامها على مواصلة هذه الاتصالات في المستقبل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|