حادثة الطائرة الإيرانية مؤشر: الخارج يريد وضع "حزب الله" أمام خيارات صعبة؟!
لا يمكن التعامل مع حادثة منع الطائرة الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت الدولي، أول من أمس، مع ما تبع ذلك من تحركات في الشارع، إلا على أساس أنها من مؤشرات الواقع الجديد في البلاد، الذي من المُرشح أن يذهب إلى المزيد من التأزم في المرحلة المقبلة، خصوصاً إذا ما استمرت الأمور على النهج نفسه.
في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن كل ما يحصل اليوم هو من تداعيات العدوان الإسرائيلي، حيث هناك من يعتبر أن "حزب الله" هُزم في الحرب، بينما الحزب يرفض التعامل معه من هذا المنطلق، إلا أنه في المقابل لا يمكن تجاهل التطورات التي سُجلت على المستوى الإقليمي، خصوصاً لناحية سقوط النظام السوري السابق، بالإضافة إلى تلك التي برزت على المستوى الدولي، تحديداً مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
في هذا الإطار، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أن لبنان يتعرض لمجموعة واسعة من الضغوط، التي تدعم التوجه نحو التعامل مع "حزب الله" وفق واقع جديد، بدليل ما كانت قد عبرت عنه نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، من القصر الجمهوري، خلال زيارتها الماضية إلى بيروت، الأمر الذي تشدد على أنه لا ينفصل عن التوجه الموجود لدى العديد من الجهات الإقليمية والدولية الأخرى.
وتلفت المصادر نفسها إلى أن الأساس يبقى وجود من يعتبر أن الحزب لم يعد قادراً على المواجهة، وبالتالي لا يجب أن يعطى أي فرصة لإعادة بناء قوته، سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو العسكري، ما يعني أن الضغوط يجب أن تزداد عليه إلى حين موعد الإنتخابات النيابية المقبلة على الأقل، حيث من المفترض أن تظهر نتائج ذلك في صناديق الإقتراع.
حتى الساعة، لا يزال الحزب يتعامل مع هذه التحولات من منطق الإستيعاب، بغض النظر عن التحركات في الشارع، التي تحصل بين الحين والآخر، خصوصاً أنه يدرك أن المشكلة الرئيسية ليست في الداخل، بل في القرار الصادر من الخارج، بغض النظر عن الرسائل التي توجه إلى كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حتى ولو كان هناك في الداخل من يدعم التوجهات المعادية له.
بالنسبة إلى المصادر السياسية المتابعة، ما تقدم يدفع إلى طرح الكثير من الأسئلة حول قدرة الحزب على الإستمرار في التعامل وفق المنطق نفسه، لا سيما إذا ما وصلت الضغوط إلى حدود لا يمكن إستيعابها، تحديداً بالنسبة إلى عملية إعادة الأعمار، حيث ترى أن الأمور لا يمكن أن تقتصر على دعوة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، من أجل البحث في كيفية إيجاد المخارج المناسبة، بسبب غياب القدرة لديهما على ذلك.
في المحصّلة، تعتبر المصادر نفسها أن الجهات الخارجية تتقصد وضع الحزب أمام خيارات صعبة، تتراوح ما بين الرضوخ لموجة الضغوط التي يتعرض لها أو الذهاب إلى المواجهة، بعيداً عن التوازنات التي كان يُحكى عنها، في الفترة السابقة عن أحداث 17 تشرين الأول من العام 2019، ما يفرض، من وجهة نظرها، مقاربة مختلفة لكافة التطورات، خصوصاً أنها مرتبطة بالحسابات الإقليمية قبل أي أمر آخر.
ماهر الخطيب-النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|