العناية العربية والدولية بلبنان تشق طريق النهوض والانجاز

ما تسرب عن الاجتماع الأول للحكومة الذي عقد على هامش التقاط الصورة التذكارية وتشكيل لجنة صوغ البيان الوزاري التي انهت عملها اظهر ان الية العمل في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية وبالتالي من عمر الحكومة لن تكون سهلة ومعبدة بالرياحين. العناوين المطروحة كبيرة وتستهدف احداث تغييرات جذرية في البنية السياسية والإدارية التي ارستها المنظومة على مدى عقود وباتت نهجا يحتذى . فالى جانب التحديات التي تنتظر الحكومة مثل ملء الشغور الكبير في وظائف ومواقع أساسية بدءا من مراكز الفئة الأولى كحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش ومعالجة الازمات الخدماتية المتراكمة وفي مقدمها ملف الطاقة والكهرباء والمياه والطرق والأزمات المالية افيد ان رئيس الحكومة نواف سلام شدد ابان الاجتماع على فكرة تطبيق الإصلاحات التي نص عليها اتفاق الطائف وتحديدا الغاء الطائفية السياسية وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة . وان هذا الكلام جر الى تناول بعض الوزراء بنود الطائف مطالبين باجراء تعديلات عليها وصولا الى اللامركزية المالية أيضا . وان الخلفيات السياسية لم تظهر بشكل فاقع لكن الوجهة لم تكن متجانسة ولا تعبر عن توجهات الحكم الا بالشعارات اما بالتطبيق فهي تعكس توجهات فريقي النزاع . هذا بالطبع عدا عن استكمال تنفيذ القرار 1701والقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذ وقف اطلاق النار وانسحاب إسرائيل الشامل من الجنوب حيث لم تكن وجهات النظر متطابقة خصوص في ما يعود للنطاق الجغرافي للقرار 1701 .

النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول ل "المركزية "في السياق بالطبع التحديات التي تواجهها الحكومة كبيرة جدا بدءا مما تتطلبه عملية النهوض من الازمات التي تتخبط فيها البلاد وصولا الى الاستحقاقين على الحدود الجنوبية مع إسرائيل والشرقية مع سوريا . رغم ذلك يجب عدم التفكير بالحكومة رئيسا وأعضاء الا من المنطلق الإيجابي والشروع في مساعدتها وتسهيل عملها كل من حيث موقعه بعيدا عن التسريبات والاحاديث عن تباينات في غير محلها . يكفي ان تقوم بالإصلاحات المالية والإدارية المطلوبة واجراء الانتخابات البلدية والنيابية حتى تكون أدت قسطها للعلى في الفترة القصيرة من عمرها . علما ان ذلك ما تعهدت به وورد في برنامج عملها الذي أكده رئيسها نواف سلام في اكثر من مرة وموقف . إضافة، فان الكلام الذي توجه به رئيس الجمهورية لاعضائها في الجلسة الأولى لها جاء بمثابة خارطة طريق وممر الزامي للنهوض .

اما بالنسبة الى تحرير الأرض جنوبا ودفع إسرائيل الى الانسحاب الكامل ومن النقاط الخمس التي بقيت فيها فهي مهمة صعبة واذا ما قدر للعهد اتمامها فسيكون ذلك انجازا يسجل له . اعتقد وبعناية المجتمعين العربي والدولي للعهد ولبنان ، كل شيئ ممكن سيما وان اإرادة الداخلية متوفرة لدى الرئيسين عون وسلام . كما ان الزيارة الواعدة لرئيس الجمهورية الى المملكة العربية السعودية واحياء الاتفاقات الـ 23 الموقعة معها من شأنهما مد لبنان بالجرعة الأولى للنهوض واطلاق عملية إعادة اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية على لبنان .