ما هو "بديل حزب الله" في لبنان؟ إقرأوا هذا التقرير
نشر موقع "arabnews" تقريراً جديداً قال فيه إن الإنسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان سيصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية.
ويقول التقرير إنه "في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في السابع والعشرين من تشرين الثاني من العام الماضي، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بحلول السادس والعشرين من كانون الثاني. وفي الشهر الماضي تم تمديد الموعد النهائي إلى الثامن عشر من شباط. ولكن مع اقترابنا من ذلك التاريخ، لا تظهر إسرائيل أي إشارة إلى أنها ستنسحب في الموعد المحدد. في الواقع، فإن انسحاب إسرائيل ضروري للبنان حتى يتسنى له تحقيق أي نوع من الاستقرار أو بناء الدولة".
وتابع: "لقد نجحت إسرائيل في قطع رؤوس قيادات حزب الله، واستخدمت تكنولوجيا متقدمة لاغتيال القادة الميدانيين للأخير. وفي وقت لاحق، نفذت هجوماً على أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله حيث تم استهداف آلاف العناصر، وأعقبت إسرائيل هذا الهجوم بحملة قصف مكثفة، قتلت فيها جميع قادة الحزب، بدءاً بالأمين العام حسن نصر الله".
وأردف: "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يتعين على حزب الله الانسحاب شمال نهر الليطاني. ويتضمن الاتفاق أيضاً تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1559، الذي يأمر جميع الميليشيات اللبنانية بنزع سلاحها. وفي الوقت نفسه، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل بحلول نهاية فترة أولية مدتها 60 يوماً لكنها لم تفعل، وكانت الحجة التي قدمتها إسرائيل هي أنها بحاجة إلى تطهير جنوب البلاد من جميع مستودعات الأسلحة وجيوب المقاومة، ولهذا السبب تواصل قصف أجزاء من الجنوب والبقاع بين الحين والآخر".
وقال: "من الواضح أن إسرائيل والإدارة الأميركية الجديدة لا تؤمنان بالقوة الناعمة أو بأفكار السرد والتفاصيل الدقيقة، بل تؤمنان فقط بالقوة الصلبة، ويعتقدان أن الطريقة الوحيدة للتخلص من حزب الله هي قتل جميع عناصره وتجفيف كل مصادر تمويله. ولكن ما لا يدركانه هو أنهما بتبنيهما لهذه الطريقة يعملان على تقويض الدولة اللبنانية".
وذكر التقرير أن "القوة العسكرية لحزب الله يمكن إضعافها، ولكن فكرة حزب الله لا يمكن القضاء عليها ما دام هناك أي شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي أو انتهاك السيادة اللبنانية"، وأضاف: "الحجة التي يسوقها حزب الله، والتي يؤسس عليها شرعية وجوده، هي أن الجيش اللبناني لا يستطيع حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي. ومن هنا، فإن الحاجة ستكون ماسة إلى قوة حرب عصابات".
وأضاف: "إن إسرائيل إذا أرادت أن تتصرف بذكاء، فعليها أن تنسحب قبل الموعد النهائي التالي وتسمح للدولة اللبنانية بأن تنسب الفضل إلى نفسها. وبهذه الطريقة، تستطيع بيروت أن تثبت للشعب اللبناني، بما في ذلك حزب الله، أن الدولة اللبنانية قادرة على صد الإسرائيليين وحماية البلاد من عدوانهم باستخدام الدبلوماسية، لكن غطرسة القادة الإسرائيليين، إلى جانب التساهل الأميركي، تعمل على تقويض الدولة اللبنانية".
وأكمل: "رغم إضعاف حزب الله عسكريا، فإن روايته تتعزز على حساب الدولة اللبنانية. فعندما انتهت فترة الستين يوما، سارع سكان الجنوب إلى العودة إلى منازلهم، وأطلقت إسرائيل النار على 22 شخصاً، كان ذلك ضربة للدولة اللبنانية. ما حصل أظهر أن الدولة عاجزة عن حماية شعبها".
وتابع: "لن يضعف حزب الله طالما يشعر جمهوره بأنه بحاجة إلى الحماية. ربما تقتل إسرائيل القائد وتعطل سلسلة القيادة، ومع ذلك، لن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تستعيد الجماعة سلسلة قيادتها وتجهز قادة جدد".
ورأى أن "الولايات المتحدة، التي توسطت في وقف إطلاق النار، لابد وأن تظهر الاحترام للدولة اللبنانية وتعزز من مكانتها حتى يثق بها الشعب اللبناني"، وأكمل: "إذا لم يشعر المواطنون اللبنانيون العاديون، وخاصة في الجنوب، بأن الدولة قادرة على حمايتهم من العدوان الإسرائيلي، فإنهم سوف يلجأون إلى حزب الله طلباً للحماية، وسوف يرسلون أطفالهم للانضمام إلى الحزب، وسوف يساهمون من أموالهم التي كسبوها بشق الأنفس في تمويل الأخير".
وقال: "في الواقع، فإن الولايات المتحدة لا تتصرف كما نقول، فخلال زيارتها للبنان الأسبوع الماضي، شكرت نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إسرائيل على هزيمتها لحزب الله، علماً أن تل أبيب دمرت للتو نصف لبنان. لقد أدى كلام أورتافوس من قصر بعبدا إلى تقويض الدولة اللبنانية وتفاقم الانقسامات الداخلية في البلاد، كما عزز التصور بين الشيعة اللبنانيين بأن الدولة لا تستطيع حمايتهم. وفي السياق، يشعر الشيعة بالعزلة والأذى، ويستغل حزب الله ذلك".
وتابع: "إن ما يحصل في لبنان هو لحظة فاصلة بالنسبة للمواطنين، لحظة ينبغي فيها للشعب أن يلتئم حول الدولة ويركز على بناء المؤسسات وإجراء الإصلاحات. لكن الوجود الإسرائيلي يخلق نقطة خلاف بين اللبنانيين الذين يشعرون بالسعادة لهزيمة حزب الله وأنصار الأخير الذين يشعرون بالعزلة من جانب بقية المجتمع اللبناني. كذلك، يشكل الوجود الإسرائيلي مصدر إلهاء عن بناء الدولة وهدية للسياسيين الفاسدين لعرقلة التقدم نحو الإصلاحات".
وأكمل: "إن الولايات المتحدة، التي تتمتع باليد العليا، لابد أن تتبنى رؤية استراتيجية، ويتعين عليها أن تضغط على إسرائيل لحملها على الانسحاب، في حين تحصل على ضمانات كافية من الدولة اللبنانية بأنها سوف تضغط على حزب الله لحمله على نزع سلاحه والتحول إلى حزب سياسي على قدم المساواة مع الأحزاب الأخرى في البلاد. ولكن يبدو أن الولايات المتحدة تفضل القوة الصارمة والنهج الصريح، وهذا النهج ينطوي على خطر الاضطرابات الداخلية".
وختم: "يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك أن البديل الوحيد القابل للتطبيق لحزب الله هو دولة لبنانية قوية قادرة على توفير الأمن والخدمات لمواطنيها، وهذا لا يمكن أن يحدث ما دامت إسرائيل تحتل أجزاء من لبنان وتنتهك أمنه. كذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل لحملها على الانسحاب بحلول الموعد النهائي المحدد في الثامن عشر من شباط الجاري".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|