العلاقات اللبنانية –الايرانية.. إسرائيل ثالثهما!
تصاعدت في الساعات الماضية حدة التوتر في العلاقات الإيرانية – اللبنانية، بعد قرار تعليق الرحلات الجوية بين البلدين. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، أنّ الوزير عباس عراقجي أجرى "محادثات جيّدة"، مع نظيره اللبناني يوسف رجي بهذا الشأن، وان المحادثات أكدت على "أهمية مواصلة التعاون وعدم السماح بتدخّل طرف ثالث"، أي اسرائيل، خاصة وان التوتر بين لبنان وإيران جاء عقب تحذيرات إسرائيلية من استغلال مطار رفيق الحريري الدولي في عمليات نقل غير مشروعة، مهددة باستهداف المطار. فإلى أين تتجه العلاقات اللبنانية – الايرانية؟
الخبير في الشأن الايراني الدكتور محمد شمص يؤكد لـ"المركزية" ان "من الواضح جداً أن أزمة الطائرات الايرانية المدنية ووصولها إلى بيروت، مفتعلة نتيجة تهديد أميركي وإسرائيلي، ولا رغبة لدى الحكومتين اللبنانية والايرانية بالتصعيد أو التوتر أو أنهما سبب في هذه الأزمة. كما من الواضح أن بعد تغريدة أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال وتهديده لمطار بيروت بالقصف، اجتمعت الحكومة اللبنانية واتخذت قراراً، لسلامة المواطنين والمطار، بالاستجابة للتهديد الاسرائيلي. هذا الأمر استفز بطبيعة الحال شريحة كبيرة من اللبنانيين حيث اعتُبر انتهاكاً للسيادة من جهة وتراجعاً من قبل الحكومة اللبنانية التي أظهرت أنها غير قادرة على مواجهة التهديد الاسرائيلي والأميركي من جهة أخرى. وقد بدأ النقاش في الموضوع بين الطرفين اللبناني والايراني لمعالجته وأعتقد أنه في طريقه نحو ايجاد حلّ".
ويشير شمص إلى ان "الاميركي ومعه الاسرائيلي يسعيان إلى اكثر من ذلك، باعتقادي يريدان قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وبيروت مروراً بوقف التأشيرات المجانية بين الطرفين في محاولة لإطباق الحصار على لبنان واللبنانيين، وإخضاعه للقرارات الأميركية في ظلّ موقف اميركي واضح تجاه كافة الدول العربية وليس فقط لبنان. نتحدث عن الأردن ومصر والسعودية وسوريا وقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بترحيل الغزاويين إلى هذه الدول، ولبنان ليس بمنأى عن هذه المخاطر، وبالتالي على العهد الجديد أن يتدارك هذا الموضوع حتى لا يُغرِق لبنان في أزمة جديدة، وهو أمام تحدٍ جديد وخطير خاصة الرئيس جوزيف عون الذي تعهد بخطاب القسم حماية لبنان ومنع التدخلات الخارجية، لذلك لدى اللبنانيين أمل كبير في أن يلتزم الرئيس عون والعهد بحماية لبنان واللبنانيين أمام هذه التدخلات. الواقع هناك عاصفة أميركية - اسرائيلية تضرب المنطقة، ولبنان ضعيف وهشّ أمامها، ونأمل التعاون بين الأطراف اللبنانية الداخلية لتدارك هذا الأمر".
أما بالنسبة للاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية ايران ولبنان يقول: "تم التفاهم على معالجة هذا الموضوع، تحديدا عودة اللبنانيين من طهران والتفاهم على صيغة لاستئناف الرحلات الجوية، لكن يبدو أن الضغوط الأميركية ستتواصل على لبنان لفك الارتباط نهائياً مع ايران سواء الخطوط الجوية أو غيرها، علماً بأن أمن المطار يتخذ الإجراءات الكافية واللازمة لمنع دخول أي شيء غير قانوني. المشكلة اليوم أنهم يقولون ان الطائرات الايرانية تحمل أموالاً للبنان لإعادة الإعمار، وهذا الأمر غريب جداً، ايران وشعبه يريدان تقديم العون والمساعدات المالية لإعادة الإعمار، والحكومة ملتزمة بإعادة الإعمار، وبالتالي منع الطائرات الايرانية من أن تحمل أموالاً للبنانيين أيضاً يتعارض مع قرار الحكومة ورئيس الجمهورية الالتزام بإعادة الإعمار".
المركزية - يولا هاشم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|