واشنطن تؤيّد “النقاط الخمس”: إنها “وقتٌ انتقالي”
كلّ القضية في الجنوب باتت تُختزَل بالنقاط الخمس التي لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. الدولة اللبنانية تقرأ في استمرار إسرائيل التمركز في تلك النقاط، على أنّه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار. حزب الله يقف وراء الدولة اللبنانية، أو إلى جانبها، في هذا التوصيف.
لكن للولايات المتحدة الاميركية قراءتها لهذا الخرق. عبَّر عن هذه القراءة عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى، في موقف له من على منبر القصر الجمهوري في بعبدا، فجاء هذا الموقف في غاية الجرأة والوضوح والشفافية.
يقول داريل عيسى في موقفه: “ما لم يحصل بعد، وما بحثته مع الرئيس عون وقادة آخرين هذا الأسبوع، هو تدمير المخازن الكبيرة للأسلحة، فكل يوم هناك انفجارات جرّاء تدمير أسلحة واكتشاف أنفاق جديدة مليئة بالأسلحة، لذلك سيكون هناك وقت انتقالي أطول للتخلص منها. ويفهم الجانبان أن التطبيق الكامل للقرار 1701 سيحصل، وهذا يتضمّن العودة الإسرائيلية الى الحدود المتعارف عليها تاريخيًا، وكلا الجانبين يعيش من دون خوف ان يتخطّى أي منهما الحدود مع أسلحة”.
انتهى كلام عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى، هل هناك أوضح من هذا الموقف؟ يقول عيسى بكل جرأة: “ما لم يحصل بعد هو تدمير المخازن الكبيرة للأسلحة”. هكذا يُلقي الكرة في ملعب الدولة اللبنانية التي يفترض فيها، أن تجمع السلاح بدءًا من المنطقة التي يقول داريل عيسى أنه في كل يوم “هناك اكتشاف أنفاق جديدة مليئة بالأسلحة”. هنا يُطرح السؤال: هل ستتولّى الدولة اللبنانية ما هو منوط بها وِفق الاتفاق الذي وافق عليه مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، بالإجماع؟
لم يحمل الكلام الأميركي أيّ جديد بالنسبة إلى الموضوع اللبناني، لكنّ أهميته في كونه جاء ليذكِّر المسؤولين اللبنانيين بالواجبات التي يجب عليهم ان يقوموا بها، خصوصًا أنّ تجربة الأمم المتحدة لم تكن مشجِّعة مع لبنان في ما يتعلَّق بقوات الطوارئ الدولية، فهذه القوات، منذ إنشائها بعد حرب تموز 2006، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، عاشت تحت رحمة حزب الله في بقعة عملياتها، فكان الحزب يراقب دورياتها أربعًا وعشرين ساعة على اربع وعشرين، ويتذكَّر الجميع كم من مرة لاحق دورياتها بذريعة أنها “انحرفت” عن “خطّ سيرها”، فكانت تواجَه بالعنف من حزب الله، وفي إحدى المرات جرى الاعتداء على دورية وقُتِل فيها عنصر إيرلندي من قوات الطوارئ، وعلى الرَّغم من معرفة القاتل فإنّ حزب الله لم يسلّمه إلى السلطات المختصة.
لهذه الأسباب يتمسّك المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، في التطبيق الحرفي للقرار 1701، وهو بالتأكيد تعلَّم الدرس من التهاون في تطبيقه الذي لو تمَّ لربما كان بالإمكان تفادي الحرب، أما وأن هذا الأمر لم يحصل، فإنّ الجانب الأميركي كان واضحًا في المطالبة بالتنفيذ الحرفي، ومن هنا جاء كلام عضو الكونغرس الأميركي، اللبناني الأصل، داريل عيسى، عن ” المرحلة الانتقالية” أي ان الانسحاب من النقاط الخمس لن يتم قبل التطبيق الحرفي والنهائي للقرار 1701، وما دون ذلك لا انسحاب اسرائيليًّا من هذه النقاط.
جان الفغالي -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|