النفط يسجل خسارة أسبوعية مع تلاشي علاوة المخاطر المرتبطة بالشرق الأوسط
السيد حسن نصر الله: شهادات من داخل السجون
إتـمهَّلوا، إتـمهَّلوا،
الموت هذا مِشْ إلوْ
قبل الدَّفنْ
يمكن بَعِدْ فيُّوْ نَفَسْ.
إتـمهَّلوا، إتـمهَّلوا،
الموت هذا مِشْ إلوْ
إتـمهَّلوا، إتـمهَّلوا،
قبل الدَّفنْ
خلي رفاقو تتأملو
إتـمهَّلوا، إتـمهَّلوا،
الموت هذا مِشْ إلوْ
وليد دقة، «[حكاية سر الطيف]: الشهداء يعودون إلى رام الله» ــ «مجلة الدراسات الفلسطينية»، العدد 139 (صيف 2024).
في زنازين سجون العدو الإسرائيلي، حيث الزمن الموزاي، سمع الأسرى الفلسطينيون خبراً هزّ أعماقهم: اغتيال القائد العظيم السيد حسن نصر الله، ومن بعده القائد المشتبك يحيى السنوار بعد أشهر من اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران. في ذروة التعذيب، حيث الأجساد والعقول خاضعة لأسوأ الشروط الإستعمارية استخدم العدو هذه اللحظة المؤلمة لصهر وعي النخبة المقاومة في السجون.
تقول أسيرة، قبل اعتقالي بأيام كنت قد شاهدت خطاباً لسماحة السيد حسن نصرلله، كان أتذكر ضحكته الساخرة منهم كلما داس جندي على رأسي، وهذا ما جعلني أقوى، وطوال الطريق كنت أفكر؛ عندما أتحرر سأحكي القصة على كل وسائل الإعلام ربما يسمعها فيبتسم.
كانت فكرة أن السجانين يعرفون ما يحدث، بينما نحن لا نعرف تجعلنا نشعر بالعجز والضعف. كنا نسمع أصوات القصف وصفارات الإنذار، ونرى السجانين مرعوبين أو فرحين، ولكننا لم نكن نفهم ما يحدث بالضبط. كنا نحاول سرقة الأخبار، ولكننا كنا نأخذها من منظورهم، مثل أنهم مسحوا غزة أو دمروا الضاحية. وهناك أسيرة عاشت مجمل اعتقالها داخل عزل قاتل عرفت باستشهاد السيد حسن نصر الله بعد شهر!
تقول إحدى الأسيرات: «عندما سمعت الخبر-وكانت قد حصلّته زميلة- قالت لي: «معاكي ساعة تزعلي، وبعدين ارجعي طبيعية». إذ كان ممنوعاً أن تعرف إدارة السجن أنها سمعت الخبر. بعد الساعة، كان عليها أن تمسح دموعها وتعود إلى حياتها اليومية كأن شيئًا لم يحدث. كانوا يحددون لنا قديش نزعل، قديش نغضب، قديش نكبت مشاعرنا.
يوم استشهاد السيد، شغلوا أغاني ويرقصوا ويلفلفوا، واحنا ما بنعرف شو صار.كانوا ينادوا على السماعة: راح الفهد، راح النمر. كان تحت، طلع لفوق. كمية مميتة من الاستفزاز والعنف… حسيت حالي يتيم».
عندما سمعوا عن اغتيال السيد حسن نصر الله. تقول إحدى الشهادات: «يوميها أسيرة، رشت مي ع وجدي-سجان صهيوني-، فصفت الفورة ربع ساعة. كانت الفورة، النشاط اليومي الذي يُخرجنا قليلًا من روتين الزنزانة. كنت أقول لنفسي: مستحيل يكون هالإشي صار. كيف يمكن أن يغتالوا السيد حسن نصر الله؟ كنت أرى الأسيرات يبكون، وأتعجب: ليش ببكوا؟ مستحيل يكون هالإشي يكون ممكن، في إشي بالدنيا غلط. في إشي في نظام الكون غلط.».
«من جهة ثانية، كنت أفكر: هو إشي طبيعي. إحنا داخلين حرب، وفي الحرب راح يرتقوا شهداء، ومنهم قادة»، السؤال يطرح «من بقي لنا؟». معلق السؤال، لكن أحدهم يقول «يا ليتني أنا، أمي، أبوي» «أكيد أن هذا الصوت ليس صوت زميلتي وحدها، آلاف خلفها يعيدون العبارة كأنها هتاف خفي تتلاقفه القلوب».
«كان نفسي أكون مع عيلتي، مع أصحابي، مع الناس في الشارع. هذا الانفصال عن العالم الخارجي كان أحد أكثر الأمور إيلامًا. كنت أفكر: كيف تلقوا الخبر؟ كيف عاشوا اللحظة؟».
خاتمة:
اليوم ونحن نشيع الشهيد القائد السيد حسن نصر لله، والشهيد القائد هاشم صفي الدين نتذكر جنازة القائد الشهيد عز الدين القسام قبل 90 عاماً في حيفا: «ثم ارتفع صوت، والجثث مرفوعة، يصرخ: الانتقام! الانتقام! فرددت الألوف بصوت واحد كالرعد القاصف: الانتقام! الانتقام! وبعد جهد شاق سار الموكب وئيداً، ونحن وراء النعوش، وأصوات: الله أكبر، الله أكبر تدوي في الآفاق... هل رأيتم اليم الصخاب، الجائش الفوار، المتلاطم الأمواج الموار، المرغي المزبد الهدار؟ هل رأيت البراكين المضطربة تقذف الحمم والنار؟ هل سمعت الرعود القاصفة تجلجل؟ هل أحسست بالعواصف العاصفة تتدافع؟ هل رأيت الأتون المستعرة، المتلظي، المتأجج الوهاج؟ ان لم يكن هذا فسل من مشى في موكب الشهداء في حيفا».
في وصف جنازة الشهيد عز الدين القسام ورفاقه في حيفا 21-11-1935 في: أكرم زعيتر،«الحركة الوطنية الفلسطينية 1935 - 1939: يوميات أكرم زعيتر». بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|