الصحافة

عون إلى الرياض لاستعادة ثقة العالم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ينطلق عهدُ الرئيس جوزف عون، خارجياً الاثنين، المقبل بزيارةٍ بالغةِ الأهميةِ سيقوم بها للمملكة العربية السعودية وستشكّل أولَ ترجمات «لبنان الجديد» الآخذ في التشكّل على وهج التحولات الجيو – سياسية في المنطقة.

وتكتسب إطلالة عون على العالم من البوابة السعودية بعد أن تكون حكومة الرئيس نواف سلام نالت ثقة البرلمان في ختام جلستيْ مناقشة بيانها الوزاري اليوم وغداً، دلالاتٍ بارزةً لاعتباراتٍ عدة أهمّها:

أن السعودية، التي كانت شريكةً رئيسيةً في رعاية المسار الجديد في لبنان الذي انتُخب عون في سياقه قبل تكليف سلام تشكيل الحكومة، تحوّلتْ في الفترة الأخيرة «منصةً عالميةً» في الإقليم وصانعةَ سلام دولي، خصوصاً في ضوء الدور الـ«ما فوق عادي»، الذي تؤديه كجسرٍ لإنهاء حرب أوكرانيا ورعايتها واستضافتها المحادثات الأميركية – الروسية في هذا الشأن.

– ان اختيارَ الرئيس عون الرياض لتدشين زياراته الخارجية، كما كان وعَدَ خلال اتصال التهنئة بانتخابه الذي تلقّاه من ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي وجّه له فيه دعوةً إلى المملكة، يعبّر عن رغبةِ العهد الجديد في معاودة وصْل ما انقطع مع العمق العربي للبنان وتأكيد انخراطه مجدداً في نظام المصلحة العربية بنسخته المحدّثة وفق المتغيّرات الكبرى في المنطقة، وتالياً إكمال إشاراتِ الخروج من «المحور الإيراني» وبدءِ ورشةِ بناء الدولة واحتكارها السلاح وامتلاكها لوحدها قرار الحرب والسلم واستطراداً تكريس «حزب الله» كقوّة محلية، بلا أدوار أو «أنياب» إقليمية، وبنفوذ سياسي يعكس تبدّل الموازين في الخارج والداخل.

وإذا كان البيان الوزاري لحكومة سلام عبّر بوضوحٍ عن هذه الإشاراتِ وأَسْقَطَ عبارة المقاومة للمرة الأولى منذ ما لا يقلّ عن ربع قرن، فإن الكلامَ «بلا قفازات» الذي أبلغه عون إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف خلال استقباله إياه الأحد، حول «أن لبنان تعب من حروب الآخَرين على أرضه»، وتنويهه «بما صدر عن قمة الرياض الأخيرة ولاسيما تأكيد حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية وأنّ السلطة الفلسطينية هي الممثّل الشرعي للفلسطينيين» عَكَسَ نَمَطاً جديداً غير مألوف في التعاطي مع طهران و«ترسيم حدودِ» الدولة اللبنانية تجاه أي تَدَخُّل في شأنها عبر اقتيادها إلى حروبٍ، إلى جانب التماهي الكامل مع الرؤية العربية لقضية فلسطين ومرتكزات حلّها.

– أن زيارة عون للسعودية تسبق مشاركته في القمة الطارئة التي تستضيفها القاهرة في اليوم التالي حول قطاع غزة، والتي سيطلّ من خلالها على العالم العربي الذي يقود الرئيس اللبناني مسار العودة إلى… حضنه.

وستشكّل الثقةُ التي ستنالها حكومة سلام غداً ويُرجّح أن تناهز الـ 100 صوت (من أصل 128 نائباً) عامل دفْعٍ لمحطة عون في السعودية، باعتبار أن اكتمال المواصفات الدستورية للحكومة الجديدة وفق ثوابت البيان الوزاري التي ارتكزت في 80 في المئة منها على مضامين اتفاق الطائف (الذي كانت الرياض عرّابته) و20 في المئة على خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، يعني أنّ القطار وُضع على السكة لجهة بدء ترجمة التعهدات الرسمية بالإصلاحات المالية والهيكلية ومكافحة الفساد واستعادة سيادة الدولة ومعالجة مسألة سلاح «حزب الله»، وفق مندرجات اتفاق وقف النار مع إسرائيل والقرار 1701 وأخواته، وهي العناصر الشَرْطيّة لدعم الخارج إعادة إعمار لا يُعقل تَصَوُّر أن تكون من دون ضمان أن لا حرب جديدة تلوح في الأفق، غداً و… بعد اليوم.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا