الصحافة

التّصدير وعودة السّعوديّين رهن “السّلاح”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذَهَب “الحزب” أبعد ما يكون في انتقاد أدائه، بما يُشبِه جلد الذات، حين كَشف مسؤول ملفّ الموارد والحدود في “الحزب” نوّاف الموسوي في حديثه إلى قناة “الميادين” أنّ “إنجازات العدوّ الإسرائيلي ضدّنا لم تتّسم بالذكاء بل نتجت عن قصور لدينا، وأحياناً تقصير، كواقعة “البيجرز” التي لم تُفحَص، ولم تُفكّك مسبقاً، من قبل الأمن الوقائي في الحزب”، كاشفاً أنّ “القيادي في “الحزب” عماد مغنية هو من اخترع تفكيك “البيجر”، فكيف مرقت علينا هذه الشغلة؟”.

هذه الجُزئيّة في النقد الذاتي، بما في ذلك التحقيق في مغزى وجود السيّدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين في مكان اغتيالهما، كان يُفترَض أن تبقى أسيرة الغرف المغلقة داخل “الحزب” الذي تجري فيه، باعتراف قادته، أكبر ورشة إعادة تقويم وتحديد للثغرات في عمل التنظيم منذ بدء حرب الإسناد، تشمل أيضاً الخروقات التقنيّة والبشرية.

لكنّ بعض المواقف الصادرة عن قياديّين في “الحزب” تُكرّس الواقع المُستجدّ، وغير المألوف، في طريقة مقاربة “الحزب” لمرحلة ما قبل وقف إطلاق النار، وما بعده، إن لجهة تعدّد الوجوه التي باتت تظهر على الإعلام وتكشف بعض الأسرار الحزبية، أو لجهة الغموض الذي لا يزال يُسيطر على آليّة العمل والتنسيق بين المرجعيّتين السياسية والعسكرية داخل “الحزب”.

هو واقعٌ سينعكس، بالتأكيد، على أداء “الحزب” في السياسة ومقاربته لملفّات التعيينات الأمنيّة والعسكرية والإدارية والقضائية والدبلوماسية، وملفّ إعادة الإعمار وجدول شروطه، وكلّ الاستحقاقات الدستورية والملفّات الحكومية الأساسية، خصوصاً لجهة مدى قبوله بالموافقة الأميركية المسبقة على بعض الشخصيات، التي ستشملها التعيينات في مراكز حسّاسة ومقرّرة.

العودة إلى المراسيل الورقيّة

هناك من داخل الكادر الحكومي من يتشكّك في قدرة “الحزب” على التعطيل، أو وضع الفيتو، “فمن يَقبل بالمشاركة في حكومة وزير خارجيّتها يتكلّم بلسان حزبي، ويطالب علناً بسحب السلاح جنوب الليطاني وشماله، وبالرضوخ للمطالب الدولية، قد لا يكون في موقع المقرّر في المناصب الحسّاسة”.

أمّا الأهمّ فكيفيّة تعاطي “الحزب” مع ما تطلبه السلطة اليوم، بناءً على تعهّدات للأميركيين والدول المعنيّة بالأزمة اللبنانية بتسليم سلاحه على مرحلتين. كلّ ذلك يحدث في ظلّ آليّة أمنيّة جديدة كشف عنها الموسوي شخصيّاً لناحية حصول التواصل راهناً بين قيادات “الحزب” “عبر المراسيل الورقية”!

أمس أتى البيان الصادر عن لقاء رئيس الجمهورية جوزف عون ووليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كرّس حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتطبيق الكامل لاتّفاق الطائف وللقرارات الدولية ذات الصلة، ليُكمّل مسار القرار 1701 وآليّته التنفيذية، وخطاب القسم لرئيس الجمهورية، والبيان الوزاري لحكومة نوّاف سلام.

في هذا السياق، تشير مصادر مطّلعة لـ”أساس” إلى أنّ البيان المشترك اللبناني – السعودي أبقى نقطتين أساسيّتين عالقتين بين لبنان والسعودية في إشارته إلى “اتّفاق الجانبين على البدء بدراسة المعوّقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى لبنان”.

تضيف المصادر: “لم يشِر البيان بأيّ كلمة إلى مسألة إعادة الإعمار، تماماً كما بيان القمّة العربية، بل تحدّث عن ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته، والبدء بالإصلاحات المطلوبة دولياً. وهما شرطان يندرجان ضمن سلّة شروط أخرى ترتبط بشكل وثيق بـ”الحزب” نفسه، لناحية تجفيف مصادر تمويله بالكامل، ووقف التهريب على أنواعه على الحدود جوّاً وبرّاً، وتسليم السلاح جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية، والتأكّد من عدم إعادة تنظيم “الحزب” لنفسه عسكريّاً، ومحاصرة تجارة المخدّرات وتصديرها…”. مع العلم أنّ الشيخ نعيم قاسم وعدداً من قيادات “الحزب” أكّدوا أنّ “الحزب نجح فعلاً في إعادة تنظيم نفسه”.

الاتّفاقات الـ22 معلّقة

حتّى إنّ توقيع الاتّفاقات الـ22 بين لبنان والمملكة، برأي المصادر، ستكون رهن التزام لبنان بهذه الشروط، والتأكّد في المقابل من أنّ جزءاً من الأموال وبرامج المساعدات التي ستخصّص للبنان لن يستفيد منها “الحزب” بما يمكن أن يعوّم “بيئته الحاضنة، عسكرياً واجتماعياً وبنى تحتية، ويمنح “الحزب” الفرصة لالتقاط أنفاسه”.

حتَّى الآن، لا يبدو الموقف الرسمي متناغماً مع موقف الثنائي الشيعي المعلن. فالرئيسان جوزف عون ونوّاف سلام سيضغطان باتّجاه السير بمسار الإصلاحات، وتطبيق المطلوب دوليّاً بالداخل وفي ما يتعلّق بمصير سلاح “الحزب”، فيما يتحدّث الرئيس نبيه بري و”الحزب” عن رفضهما ربط إعادة الإعمار بأيّ شروط، وهو ما عكسه رئيس البرلمان في حديث إعلامي، مؤكّداً “رفض مقايضة المساعدات وإعادة الإعمار بشروط سياسية وعسكرية، سواء في ما يتعلّق بسلاح المقاومة شمال الليطاني أو الملفّات الداخلية”.

يُذكر أنّ إسرائيل جدّدت أمس تكريسها لواقع الاحتلال باغتيالها أحد مسؤولي “الحزب” بقصف سيّارته في بلدة قانا في قضاء صور. فيما قال الجيش الإسرائيلي إنّه “قائد القوّات البحريّة في “قوّة الرضوان” خضر هاشم”.

ملاك عقيل -اساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا