الصحافة

هل يتحوّل لبنان إلى ساحة صراع سوري – سوري؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على وقع الخطر الآتي من الجانب السوري شمالاً في اتجاه قرى عكار، مع موجة النزوح العلوي، الذي يضاف الى مئات آلاف النازحين منذ سنوات، ومواقف أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم والمعايير التي وضعها، يمضي المشهد اللبناني الداخلي مترقباً سبحة اصلاحات بدءا بالتعيينات، التي لا بدّ ستشهد جزءا منها جلسة مجلس الوزراء المرتقب انعقادها هذا الاسبوع .

لبنان المعني بقوة، خاصة "نزوحا" و"أمنا" بتداعيات التطورات السورية، اكدت مصادره الوزارية المتابعة، ان الوضع اللبناني حساس في اكثر من منطقة، وان محاولات فصل لبنان عن الاحداث السورية وتداعياتها لن تكون بالسهولة التي يتخيلها البعض، لعدة اسباب ابرزها:

- اعتبار السلطات في دمشق ان العمليات الامنية التي تقوم بها "فلول النظام" كما تسميها، انما انطلق التخطيط لها من لبنان حيث غرفة العمليات التي تدير التحركات، بتخطيط وتمويل ودعم من ضباط سوريين فارّين الى لبنان.

- وجود اعداد كبيرة من النازحين السوريين، المؤيدين لكلا الطرفين في المناطق اللبنانية المختلفة، حيث دخل على سبيل المثال وفقا لاحصاءات غير رسمية، اكثر من 150 الفا عقب سقوط النظام الى محافظتي بعلبك والهرمل، كما دخل خلال الايام الاخيرة اكثر من 10 آلاف نازح الى بعض قرى عكار وجبل محسن، ما قد يتسبب باحتكاكات بينهم وبين المحيط السوري واللبناني.

- الحدود غير المضبوطة في اكثر من نقطة بين لبنان وسورية، التي تسمح بعمليات التسلل بالاتجاهين لعناصر "تخريبية"، هدفها بث الفوضى وافتعال المشاكل.

- التوازنات الداخلية المستجدة بعد اتفاق وقف النار وما أسفر عنه من تسويات، فضلا عن سقوط نظام الاسد، الذي اعطى دفعا معنويا لبعض الفئات، قد يؤدي دورا سلبيا في اتجاه انفجار الوضع.

- محاولات "اسرائيل" المتكررة لنقل المعركة من الحدود الجنوبية الى الداخل اللبناني، خصوصا بعدما باتت "تل ابيب" لاعبا اساسيا في سورية، وممسكة بملفات تتناول النسيج الاجتماعي اللبناني.

- الوضع الامني الهش، نتيجة الظروف والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان منذ عام 2019، وما تسببت به تلك الازمة من تراجع لسلطة الدولة وقدرتها على التحرك.

وترى المصادر ان الجو العام في المنطقة، والذي يتحدث عن اعادة احياء مشروع تحالف الاقليات بتأييد اميركي، قد يدغدغ مشاعر البعض للقيام بمغامرات غير محسوبة، قد تجر لبنان الى ما لا قدرة له على تحمله، خصوصا في ظل "الوصاية الدولية" التي يخضع لها راهنا، لذلك كانت التحركات الرسمية على مستويين : الاول سياسي، والثاني امني، حيث ابلغ المعنيون رسائل واضحة بان أي محاولات للعبث بالامن، واستغلال الاوضاع لاحداث أي توترات ستواجه بحزم وقوة، وهو ما حصل خلال الساعات الماضية في مدينة طرابلس، التي ستشهد مزيدا من الاجراءات الامنية خلال الايام المقبلة.

وفي هذا الخصوص، اشارت المصادر الى ان عودة الاقتتال الى محاور جبل محسن – باب التبانة، ليس من مصلحة احد من الطرفين، ليس بسبب موازين القوى، بل لان الغالبية اتعظت مما جرى سابقا من احداث، بدليل مسارعتهم الى حصرها للحؤول دون تمددها ومعالجتها، فصفحة الماضي طويت الى غير رجعة، والمطلوب اليوم الوعي الكامل والتنبه الى عدم الانجرار وراء الشائعات التي تطلقها جهات معروفة، بهدف توتير الوضع وجر لبنان الى الصراع السوري، مستفيدين من التفلت الامني الكبير، الذي لا يزال دون معالجة جذرية حتى الساعة.

ميشال نصر-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا