لبنان: الدفع نحو مفاوضات مباشرة مع اسرائيل
مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتّفاق وقف إطلاق النار من خلال الغارات شبه اليومية على أهداف داخل لبنان، واستمرار احتلال مواقع استراتيجيّة في الجنوب اللبناني بذريعة عدم التزام لبنان بنزع سلاح “الحزب”، من المتوقّع أن تظهر مقترحات أميركية من أجل عقد مفاوضات لبنانية إسرائيلية برعاية أميركية تهدف إلى تخفيف التوتّر والتأسيس لمحادثات سلام حين تنضج ظروف المنطقة.
إدارة الرئيس دونالد ترامب التي ورثت الاتّفاق الحالي من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، لا تريد استئناف العمليات العسكرية، لكنّها مستعدّة للانتقال من ترتيبات مرحلية إلى مفاوضات سلام جدّية بين لبنان وإسرائيل.
على الرغم من رئاسة الولايات المتحدة للجنة مراقبة تطبيق اتّفاق وقف النار، لا تمارس ضغطاً على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية والطلعات الجوّية في العمق اللبناني، وتتشارك مع إسرائيل ضرورة إبقاء الضغط على “الحزب” والحكومة اللبنانية لنزع سلاحه واتّخاذ إجراءات فعّالة لعدم السماح بإعادة تسليحه وتمويله.
التنسيق الأميركي الإسرائيلي واضح في ضرورة نزع سلاح “الحزب” بقوّة إسرائيل إذا اقتضى الأمر في منطقة جنوب الليطاني، وخلق مناخ سياسي محلّي وإقليمي لاستكمال نزع هذا السلاح في باقي لبنان. وهذا يتطلّب ضغوطات اقتصادية وتلويح بعقوبات قاسية على لبنان بدأت ملامحها تظهر من خلال تقديم مشاريع قوانين لمحاسبة “الحزب” وربط المساعدات للبنان بالتزام لبنان بنزع سلاحه وتقليص نفوذه داخل الحكومة اللبنانية. وأصبح واضحاً أنّ أيّ مساعدات اقتصادية لإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد ترتبط بنزع سلاح “الحزب”.
توسيع اتّفاقات أبراهام
إدارة ترامب التي ورثت اتّفاق وقف إطلاق النار على الرغم من دعمها له عند التوصّل اليه، غير ملتزمة ببنوده، وتسعى إلى الاستفادة من التطوّرات الأخيرة لدفع أجندتها للمنطقة، عبر السعي إلى توسيع اتّفاقات أبراهام للسلام مع إسرائيل. وهذا ما صرّح به عدد من أفراد إدارة الرئيس ترامب.
مع ذلك، يوفّر إطار وقف إطلاق النار وتدخّل الولايات المتحدة مساراً محتملاً. فقد يُحوَّل فريق المراقبة، الذي يضمّ ممثّلين عن كلا البلدين وترأسه الولايات المتحدة، إلى منصّة للحوار، على الرغم من أنّه يركّز حاليّاً على تطبيق الاتّفاق أكثر من التفاوض. ويبرز تمديد وقف إطلاق النار إلى 18 شباط 2025 والمفاوضات الجارية بشأن إعادة الأسرى بعضَ المؤشّرات إلى وجود استعداد لإجراء محادثات بالوساطة.
هناك من يعتقد في واشنطن بوجود احتمال لتغيير موقف لبنان تحت ضغوط أميركية، نظراً لاعتماده على المساعدات الأميركية للقوّات المسلّحة اللبنانية، ولدور إدارة ترامب التاريخي في التوسّط لإبرام اتّفاقات أبراهام. وقد يخلق ذلك سيناريو يُطرح فيه إجراء مفاوضات مباشرة، على الرغم من أنّ نجاحها سيعتمد على الديناميّات الإقليمية وحجم تراجع نفوذ “الحزب” وتعقيدات النظام اللبناني.
تأثير ترامب
بناءً على ذلك، من المحتمل أن تدفع إدارة ترامب نحو مفاوضات تهدف إلى حلّ الصراع بين لبنان وإسرائيل، تماشياً مع هدفها لتحقيق استقرار إقليمي. وتشير تقارير من عام 2024 إلى أنّ تأثير ترامب قد ظهر بالفعل في مفاوضات وقف إطلاق النار. إذ وردت تقارير تفيد بأنّ الرئيس ترامب دعا المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى دفع اتّفاق معيّن قد يُسهم في تحقيق ذلك. وهذا يدلّ على وجود استعداد للتوسّط، وربّما يمتدّ إلى دعم المفاوضات المباشرة إذا تبيّن أنّها تصبّ في مصلحة أمن إسرائيل والاستقرار الإقليمي.
تدرك واشنطن أهمّية “الحزب” لسياسة إيران في المنطقة، على الرغم من تراجع هذا النفوذ بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل. لذلك سياسة التصعيد مع إيران لحضّها على المفاوضات في شأن برنامجها النووي ستكون لها انعكاسات على الوضع في لبنان، ومن المؤكّد أن تكون لأيّ صفقة محتملة مع إيران انعكاسات على الوضع الداخلي في لبنان.
إدارة ترامب، التي تريد التركيز على مواجهة التهديد الصيني لزعامتها الاقتصادية في العالم، تسعى إلى تهيئة المناخ لتوسيع اتّفاقات أبراهام مع إسرائيل، وتحديداً بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهذا يتطلّب تحييداً للتهديد الإيراني، إمّا من خلال صفقة سياسية، أو عبر ضربة عسكرية.
موفق حرب-اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|