الصحافة

هل تعمد "إسرائيل" لإشعال فتيل الفتنة في لبنان وسورية في آن واحد؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كل العوامل التي تسمح باشتعال الفتنة في لبنان باتت متوافرة. فوجود اكثر من مليون ونصف نازح سوري سني منتشرين في معظم المناطق اللبنانية منذ سنوات، وتوافد آلاف النازحين العلويين في الايام القليلة الماضية، هربا من المجازر التي ترتكب ضدهم في الساحل السوري، يجعل اي اشكال صغير بين نازح سني وآخرعلوي يهدد بمواجهات ذات طابع طائفي، تؤدي الى انفجار الوضع في لبنان ككل، من دون استبعاد ان يكون انفجارا يستهدف في الوقت عينه سورية ولبنان معا، ما يشكل تنفيذا لآخر واخطر بنود المخطط "الاسرائيلي" للمنطقة، تمهيدا لفرض السلام بالقوة على دولها.

وقد يعتبر كثيرون ان ما حصل في سورية كان متوقعا ان يحصل بعد ساعات من سقوط النظام السابق، نظرا الى الاحتقان الطائفي والمذهبي الكبير الذي كان مسيطرا هناك طوال السنوات الماضية، الا ان العميد المتقاعد منير شحادة يعتبر ان "ذلك يحصل بشكل متدرج، فبعد سقوط نظام الاسد تم تعيين الجولاني وتحويله الى احمد الشرع"، لافتا في حديث لـ "الديار" الى ان "المتعارف عليه هو انه عند سقوط اي نظام وقيام نظام جديد، هناك مرحلة مخاض تتخللها تجاوزات، لكن التجاوزات التي حصلت في الفترة الاخيرة في الساحل ابعد مما هو متعارف عليه، ويندرج في اطار تسعير لفتنة تعمل عليها "اسرائيل"، التي دخلت على الخط عبر جرمانا بحجة حماية الأقليات الدرزية، وهي التي ارتكبت مجازر يندى لها الجبين في غزة"، منبها الى انها راهنا "تخلق الاعذار للتوسع في سورية في اطار انطلاق عملية تكوين "اسرائيل الكبرى"، مع توقعنا باعلان ضم الضفة الغربية قريبا بمساعدة وغطاء اميركي".

ويتحدث شحادة عن "مخطط لتقسيم سورية لدويلات طائفية- مذهبية متناحرة"، معتبرا ان "ما يحصل من مجازر في الساحل بداية الطريق لتنفيذ هذا المخطط، بحيث ان هناك تحريضا وغرفا مظلمة تعمل على الفتنة في سورية، كما ان هناك جهات دولية قامت بـ "قبة باط" سمحت بحصول ما حصل في الساحل". ويضيف: "اذا كان هناك امل لدروز وعلويي واكراد سورية ان يكونوا تحت حكم الجولاني، الآن لم يعد هناك امل قطعيا في ذلك".

ولا يستبعد شحادة ان "تنتقل الفتنة الى لبنان"، لافتا الى اننا "رأينا عينة مصغرة عنها في طرابلس في الايام الماضية"، مضيفا:" هناك ٢ مليون نازح سوري في لبنان، اعتقد انه اتى دورهم ليكونوا وقودا للفتنة في لبنان في حال اندلعت الفتنة في سورية".

ويصف مصدر سياسي واسع الاطلاع الوضع في لبنان بـ "الخطر جدا"، لافتا الى انه "اذا كان هناك قرار خارجي بتفجير وتفتيت سورية، فذلك سينطبق تلقائيا على لبنان"، مضيفا "تعتقد "اسرائيل" انها قادرة على اشغال لبنان وسورية بفتن داخلية، وصولا الى حروب اهلية تتيح لها التقدم والتوسع تحقيقا لحلمها الكبير بـ "إسرائيل الكبرى". وما دام هناك ادارة في اميركا تغطي خطط بنيامين نتنياهو ومشاريعه، فهو ليس في صدد التراجع قيد أنملة".

ويشير المصدر الى ان "المشهد قد يبدو قاتما وسوداويا، لكن لا يتوقعن احد ان المقاومة في لبنان ستقف متفرجة على مخططات "اسرائيل" التوسعية، لذلك كانت وستبقى تتمسك بسلاحها حتى آخر نفس، وهي تعتبر ان ما يحصل اختبار لاخصامها السياسين في لبنان، الذين سيتوصلون قريبا الى خلاصة لا تحتمل التشكيك، ومفادها ان لا شيء يردع العدو "الاسرائيلي" الا القوة".

بولا مراد-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا