الصحافة

شروط الإعمار تتصاعد... وإشارات برسم العهد والحكومة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تيمّناً بالمقولة الساخرة "إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل"، يصح القول اليوم "إذا أردنا أن نعرف إلى أين لبنان، يجب أن نعرف إلى أين إيران". فالنظرة حصراً إلى الساحة اللبنانية تبقى قاصرة عن فهم الكثير من المعطيات، ولعلّ إيران هي التي تمثل الساحة الأبرز لقراءة المشهد بتداعياته اللبنانية.

فالولايات المتحدة الأميركية، تنسّق بشكل لصيق مع السعودية ودول الخليج، كما مع مصر التي تتناغم تماماً في إطار المسعى المنهجي لتطبيع الوضع في الشرق الأوسط. وتشخّص أوساط دبلوماسية عربية إيران كحالة مزمنة لا بدّ من علاجها بالحسنى أو بالمواجهة، علماً أن الكلام على عقبات صينية وروسية في وجه المشروع الأميركي العربي هو أقرب إلى الوهم.

فأميركا تتفوّق على الصين بدرجات بل وتسعى إلى تطويقها اقتصادياً، وما عدا ذلك تنظيرات تجافي الواقع، فيما روسيا منشغلة بالحرب الأوكرانية وبكيفية تخطي أزماتها المالية والاقتصادية.

والنقاط التي تمثل مشكلات لا بدّ من حلّها على الصعيد الإيراني هي ثلاث، وستكون لعلاجها انعكاسات إيجابية مباشرة على لبنان:

المشكلة الأولى هي السعي الإيراني إلى الحصول على السلاح النووي، وبحسب الأوساط نفسها، فإن روسيا لا تريد إيران دولة تتمتع بقوة نووية، كما أن العرب عموماً قد يكونون أكثر تشدّداً حيال الطموح الإيراني من إسرائيل ذاتها، فضلاً عن تركيا، وبالتالي إذا سُمح لإيران أو تمكّنت من صنع قنبلتها النووية، فستدخل المنطقة في سباق نووي مع سعي كل من السعودية ومصر وتركيا إلى امتلاك القنبلة النووية، ولديها كلها الطاقات المادية والتكنولوجية التي تساعدها في ذلك.

المشكلة الثانية تتمثل بالصواريخ الباليستية الإيرانية التي لا يمكن التسليم باستمرار وجودها في حوزة إيران باستثناء تلك التي يقتصر مداها على ثمانمئة ألف كيلومتر على الأكثر، أما الصواريخ الأخرى فلا بدّ من تفكيكها لأن مداها الذي يصل إلى ألفي كيلومتر أو ثلاثة آلاف وأكثر يمثل تهديداً لإسرائيل ولدول أوروبية عدة.

المشكلة الثالثة تتجسّد بأذرع إيران في المنطقة، وأبرزها "حزب اللّه" الذي يشكل بالنسبة إلى واشنطن عقبة أساسية لمشروع التطبيع وتهديداً لكل من إسرائيل ودول عدة إذا ما احتفظ بسلاحه الذي ما زال يملك جانباً مهماً منه ولا سيّما الصاروخي.

وتختصر الأوساط الدبلوماسية العربية رسالة الرئيس ترامب إلى إيران والتي تم نقلها عبر الإمارات العربية المتحدة، بأن على إيران أن تبادر إلى حل المشكلات الثلاث حتى يتم رفع العقوبات ووقف الضغوط التصاعدية والكف عن التلويح بضربة عسكرية تحت المظلة الأميركية، ولا يمكن  انتظار الكثير من الوقت، بل من المتوقع أن يتوافر الجواب الإيراني خلال بضعة أسابيع، وإلّا فإن الخيار العسكري سيكون الوحيد المتاح.

ولعلّ أبرز التداعيات على لبنان وبخاصة على "حزب اللّه" تبرز على الصعيد التمويلي، إذ لا يمكن والحال هذه أن تستمرّ إيران في إرسال الأموال إلى "الحزب"، علماً أن هذه الحالة باتت تشكل أمراً واقعاً يثقل الضغط عليه مع انحسار الشحنات المالية في ظلّ الرقابة الشديدة، وهو ما يدفعه إلى ترشيد قاسٍ لتقديماته ومصاريفه اليومية. هذا الأمر يصيب في الصميم عامل القوة الأبرز لدى "الحزب" والذي استطاع حتى الآن احتواء بيئته الحاضنة بنسبة ملحوظة، ولكن مع تقدّم الوقت سيجد نفسه إزاء مشكلة بالغة الخطورة.

ومن هنا، وكما يقول أحد المراجع السيادية، يُنتظر من سيد العهد ورئيس الحكومة أن يتعاطيا بأقصى درجات الجدية والحزم مع مسألة سلاح "الحزب" وضرورة تسليمه للدولة، لأن أي فلس لن يتحرك سواء للإعمار أو للاستثمار بوجود هذا السلاح خارج الشرعية، لا بل إن الولايات المتحدة لن تعترض على أي معاندة أو تصعيد إسرائيلي إذا لم يتم حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ويشير إلى أن ثمة تفهماً للتعاطي الهادئ والواقعي مع هذه المسألة ولكن إلى حدود وإلى حين، لأن الوقت ليس لمصلحة الدولة اللبنانية وليس لمصلحة استعادة السيادة ومن ثم إطلاق مسيرة الإصلاح الفعلي.

جومانا زغيب - نداء الوطن

  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا