"توقيت غير بريء"... رسالة تضع لبنان أمام إختبار حقيقي!
أثارت المعلومات التي تحدثت عن اتصال أجراه نائب المبعوث الأميركي إلى لبنان، مورغان أورتاغوس، مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث طالبت منه تشكيل لجان مدنية وبدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تحت تهديد سحب الدعم الأميركي من لجنة المراقبة، العديد من التساؤلات حول مستقبل لبنان في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. فما الذي يكمن وراء هذه المعلومات؟
يعتبر الباحث د. خالد الحاج، في حديثٍ خاص لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هذه المعلومات هي رسالة تأتي في سياق متصل بالمسار الإقليمي الذي بدأ يتشكل منذ بداية الأحداث في غزة، مرورًا بتطورات الوضع في لبنان، وصولًا إلى طهران، وبالتالي، فإن هذه الرسالة الأميركية هي جزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة".
وبرأيه، فإن "التوقيت ليس عفويًا، بل يتزامن مع الكشف عن مضمون الرسالة التي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أرسلها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، والتي حملت تحذيرًا واضحًا "أمام إيران مهلة شهرين لقبول الشروط الأميركية، وإلا فالحرب"، هذه المعادلة تضع لبنان في قلب معركة أكبر من حدوده، حيث تتزايد الضغوط عليه في ظل ما يجري في غزة واليمن، ما يجعل الرسائل الأميركية الأخيرة أكثر من مجرد إنذار، بل هي بمثابة إشارات إلى أن لبنان مطالب بالانخراط في المسار الإقليمي الجديد، وإلا سيواجه عزلة سياسية واقتصادية، وقد تعود آلة الحرب الإسرائيلية إلى العمل في لبنان".
ويؤكد الحاج أنه "في ظل هذا الواقع، يصبح التحرك الداخلي ضرورة قصوى، الدولة اللبنانية، ممثلة برئيس الجمهورية، الشخصية الجامعة، أمام اختبار حقيقي يتطلب منها الدعوة إلى طاولة حوار جدية، بعيدًا عن المناكفات السياسية والحسابات الضيقة، لبنان بحاجة إلى نقاش صريح يضع كل الخيارات على الطاولة، ويحدد موقفًا واضحًا تجاه التطورات الإقليمية، وإن لم يتحقق ذلك، فإن الأحداث ستفرض واقعًا جديدًا دون قدرة لبنان على التأثير في مساره".
ويشير إلى أن "الأزمة الحالية ترتبط بمستقبل لبنان في الخارطة الإقليمية التي يعاد رسمها على وقع الحرب في غزة واليمن، والضغوط المتزايدة على طهران التي أصبحت أقرب إلى الحرب من أي وقت مضى، من هنا، يُطرح السؤال الأساسي، هل يمتلك لبنان القدرة على المناورة في هذا التوقيت الحرج، أم سيجد الشعب نفسه أمام حرب جديدة، متروكًا لمصيره؟"
ويشدّد الحاج على أن "المسؤولية اليوم تقع على عاتق جميع القوى السياسية اللبنانية، التي يجب أن تتجاوز خلافاتها وتبحث عن رؤية وطنية موحدة تقي لبنان من التبعات الكبرى التي قد تفرض عليه، فالتاريخ أثبت أن لبنان عندما يتوحد في مواجهة الأزمات الكبرى، يستطيع الصمود والتفاوض من موقع قوة، أما عندما ينقسم، يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|