الصحافة

هل تعود الحرب؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وسط انتهاكات اسرائيلية مستمرة لوقف اطلاق النار وتصاعد للعدوان وصل الى حد اعادة استهداف الضاحية الجنوبية في تكرار معنوي بشع لما كان يطلقه العدو في الحرب، يُطرح السؤال الكبير: هل ستعود الحرب الكبرى على لبنان ربطا بكل ما تقوم به احدى اكثر حكومات التطرف الإسرائيلية في قطاع غزة وغيره؟

هي مرحلة صعبة وبالغة الدقة يمر لبنان فيها، إلا ان لا إرهاصات لاشتعال البلد الذي ما زالت الخيمة الدولية، الأميركية خاصة، تؤمن الغطاء التحييدي له عن التدمير.. حتى إشعار آخر.

ورغم اعادة رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قوله إنه يقاتل على جبهات سبع، على غرار ما كان يردد سابقا، كما تكراره نيته تغيير وجه الشرق الاوسط ما يعني ان حربه لم تنته، ثمة اتفاق دولي لتحييد لبنان عن النار حوله.

هذا الاتفاق سرى خلال العدوان الكبير الخريف الماضي، وهو ما جنب لبنان الدمار الشامل لبنيته التحتية، وهو الاتفاق نفسه الذي منع اي تجاوز سوري أخير لسيادته، طبعا الى جانب الردع الذاتي واصطدام اي تحرش سوري تجاهه بحائط مسدود وباصطدام مع المقاومة.

في هذا الوقت يقف "حزب الله" متريثا تجاه كل تلك الاستهدافات جنوبا وشمالا، فهو يراقب كل ما يجري ويترقب، وعينه ايضا على الحدود الشمالية لناحية عكار حيث عين الجيش ايضا على اية تحركات للمسلحين على جانبي الحدود.

وهو ما يصنفه الحزب ضمن مخطط واحد تقوم به اسرائيل ومن يحكمون في دمشق لضرب المقاومة. فالحرب الكبرى على لبنان لضرب المقاومة هي نفسها التي اسقطت النظام السابق في دمشق، وهو المخطط الذي يستهدف اسقاط ذاك في إيران او تعريته من كل اوراق قوته على اقل تقدير وصولا الى فصله عن قضيته الأساس.

لكن الحزب يلجأ الى الصبر الاستراتيجي، وسيستمر عليه رغم ما ذهبت إليه اسرائيل مؤخرا بعد استهدافها بالصواريخ. وبعد ان اعاد بناء الكثير من قدراته، ليس الحزب على استعداد للدخول في حرب تكلفه مثلما تكلف بيئته الكثير، سوى في حال كانت حرب وجود واحتلال استئصالي. وتركيزه اليوم على الإعمار الذي لن يقبل دونه مهما كان، وهو يمرر المرحلة بأقل قدر من الخسائر التي يتكبدها يوميا، وتفسيره لاتفاق وقف النار لن يتغير وسيبقى محدودا بجنوبي الليطاني لا غير، من دون ان يكون معنيا بأي تفسير آخر.

وبالنسبة الى لبنان، فالعهد الضائع بين النيران، يرى في كل ما تقوم به اسرائيل استهدافا له، وهو يطلب الدعم من مؤازريه الدوليين الذين يصمتون على العدوان الاسرائيلي ويطلبون من جيشه التحرك.

والمشكلة ان الجيش يواجه الصعوبات في الانتشار عديدا وعتادا، وباتت التحديات هائلة جغرافيا وامنيا، لكن القرار السياسي والوطني واضح لناحية الدفاع عن السيادة اللبنانية وتحرير الارض والدفاع عن السيادة. والعمل الآن على تعزيز الجيش بوسائل عدة مثل التوصل الى عدد 10 آلاف جندي جنوبا، عبر حملات تطويع مكثفة (ثمة طروحات غير واقعية باستدعاء الاحتياط مثلا) شرط الاعتمادات المالية، وهنا المشكلة اي الامكانيات المادية، ما يتطلب الى جانبه الالتفاف السياسي والوطني لإقناع الداعم الدولي على المؤازرة. علما ان كل ما يتردد عن تطبيع او عن تجريد لسلاح "حزب الله" كشرطين للدعم، يبقيان في اطار التسريبات غير الرسمية.

لكن لا شك انها مرحلة دقيقة وبالغة الصعوبة، سيكون على لبنان تمريرها ولو طالت، وإذا كان الغطاء الدولي سيحيّده عن الاستهداف حتى هذه اللحظة، فإن الضغوط ستتصاعد تدريجيا في سبيل مفاوضات مباشرة، عسكرية وسياسية، على طريق تطبيع مأمول اسرائيليا واميركيا..

ومن المنتظر ان تتظهر هذه الضغوط مع الايام، لكن التطبيع الذي فشل سابقا سيكون مستحيلا اليوم. واذا كان الاميركيون يريدون للعهد ان ينجح، فإن الضغط على لبنان في اتجاه التطبيع سيفجر الحكومة ويدمر العهد وقد يدفع لبنان نحو احتراب اهلي لا يريده الاميركيون انفسهم، ومن غير المنطقي ان تتقصد الادارة الاميركية تفجير لبنان الذي تريد بناءه على شاكلة رؤيتها للمنطقة.

والحل يبقى بدعم العهد والجيش ووضع حد للعدوان مع تحييد لبنان عن الصراعات لكي ينطلق النهوض في بلد منكوب.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا