كريم سعيد والكرم المرتقب بإعادة الودائع لا شطبها
بالتصويت داخل مجلس الوزراء أصبح كريم سعيد حاكماً للبنك المركزي. غاب التوافق وغابت معه أصوات رئيس الحكومة وستة من الوزراء المحسوبين عليه، لماذا؟ لأن الرئيس نواف سلام يرفض شطب الودائع الوارد في الورقة البحثية التي أعدها سعيد نفسه مع خبراء في جامعة هارفرد، وارتكزت على دولرة الاقتصاد بشكل كامل وإعفاء المصارف والبنك المركزي ومعها الدولة من تحمّل مسؤولية الودائع عبر تحويلها إلى سندات خزينة ودين على الدولة اللبنانية يتم سدادها للمودعين بعد شطب 85% منها.
خبراء الاقتصادي انتقدوا هذه الورقة واعتبروا أن الدولرة رفعت الأسعار في ظلّ الفوضى العارمة وغياب أجهزة الرقابة، وجعلت الرواتب أقل من ربع قيمتها الأصلية، فازدادت نسبة الفقر في لبنان، بالإضافة إلى أن النمو لن يحصل بوجود قطاع مصرفي غير موثوق، كانت تجارب المودعين معه مريرة جداً، وأن المودعين لن يقبلوا بتحويل أموالهم إلى سندات يوروبوندز بعد شطب غالبيتها.
مع تعيين كريم سعيد حاكماً للبنك المركزي أمل الكثير من خبراء المال والاقتصاد أن ينسى ورقة هارفرد الكارثية بحسب توصيفهم، ويقول أحدهم لموقعنا: "على الحاكم الجديد لمصرف لبنان، قبل أي أمر آخر، طمأنة المودعين إلى أن لا شطب لجنى أعمارهم، وعليه ثانياً الفصل بين السياسة النقدية التي هي من اختصاص البنك المركزي، والسياسة المالية التي تدخل في اختصاص الحكومة". ويضيف: "لا يستطيع سعيد تنفيذ سياسات نقدية في اليوم الأول لولايته، بسبب عدم وجود سياسات مالية واضحة وغياب موازنة حقيقية لا تشبه الموازنة الحالية". ويرى الخبير "أن بإمكان الحاكم البدء بورشة إصلاحية تنطلق من إعادة هيكلة مصرف لبنان بأجهزته الرقابية والتخفيف من الاقتصاد النقدي أو الكاش كما بات معروفاً، مشدداً على ضرورة أن يكون مساهماً أساسياً في مشكلة اليوروبوندز، لأن المصرف المركزي كان المسوّق الأوّل لكل الإصدارات السابقة، بانتظار إيجاد الحل الشامل والإصلاحي لإعادة الودائع إلى أصحابها".
الخبير المالي دعا "الحاكم الجديد إلى إصلاح حقيقي في المركزي، يعتمد العدالة سبيلاً لإحقاق الحق، من خلال محاسبة المتورّطين بهدر الودائع والاستفادة منها عبر جمع ثروات طائلة، لأنّ أيّ حلّ ترقيعي سيكون مرفوضاً بشكل كامل، رافضاً الحديث عن تسييل الذهب الذي هو ملك للشعب اللبناني وليس لأي طرف آخر، معتبراً الإقدام على أي خطوة مماثلة سرقة للأموال للمرة الثانية".
من اعترض داخل مجلس الوزراء على تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان قد يبدو بطلاً قوميّاً بنظر المودعين، لكن مصادر نيابية بارزة قالت لموقعنا "إن سعيد الذي حضر إلى قصر بعبدا للاستماع إليه في خلال جلسة مجلس الوزراء، قد أجاب عن كل الأسئلة التي طرحها الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام والوزراء، وقد دوّنت إجاباته في محضر الجلسة ويمكن العودة إليها في أيّ وقت، وهو ما اعتُبر مقابلة توظيف تحصل للمرة الأولى في موقع بارز كما حاكمية مصرف لبنان"، من هنا ترى المصادر "ألّا داعي للقلق على الودائع فالرئيس عون والوزراء جميعهم حريصون على إعادتها إلى أصحابها وحرصهم على المحاسبة والمساءلة، وإعادة الإقتصاد اللبناني إلى سكّة التعافي".
جاكلين بولس-ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|