تصعيد سياسي مستمرّ وتنافس رئاسي محتدم
يستمر التصعيد السياسي في لبنان ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يتركّز الاشتباك الرئيسي بين طرفين أساسيين: "حزب الله" من جهة، و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى، في ظلّ صراع موازٍ بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وسط مشهد سياسي مُتقلّب.
على صعيد المواجهة الأولى، لا جديد من حيث المضمون، لكن اللافت هو ارتفاع حدّة الخطاب السياسي الذي تعتمده "القوات اللبنانية"، إذ تتبنى خطاباً تصعيدياً يصل إلى حدّ التهديد بمنع إعادة الإعمار، مع استغلال مواقع رسمية داخل الدولة، مثل وزارة الخارجية، لممارسة ضغوط على "حزب الله". كما تستخدم "القوات" أيضاً ورقة التهديد بالقوى الخارجية، بما في ذلك إسرائيل وسوريا، في سياق دعواتها لنزع سلاح "الحزب"، وهو ما تجلّى في تصريحات النائب غسان حاصباني.
هذا النهج التصعيدي، رغم مخاطره، يخدم "القوات" على عدّة مستويات:
أولاً، تعزيز علاقاتها الخارجية مع القوى الدولية المؤثرة في الملف اللبناني. وثانياً شدّ العصب المسيحي، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، سواء البلدية أو النيابية.
في موازاة هذا الكباش، يتنامى التباين بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث بدأت دائرة سلام تشعر بعدم قدرتها على فرض سيطرتها كما كانت تخطط. في المقابل، يُمسك عون بخيوط اللعبة بوضوح، مستفيداً من حضوره القوي داخلياً ومن الثقة التي يحظى بها لدى القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية. من هنا، يسعى خصومه إلى تقويض هذه العلاقة ومحاولة ضرب مساعيه لكسب المزيد من الدعم الدولي.
مع استمرار التصعيد السياسي بين الأطراف المتنازعة، ثمة سؤال أساسيّ يطرح نفسه: إلى أين تتجه الأمور في لبنان، وما السيناريوهات المحتملة خلال المرحلة المقبلة؟
ترى مصادر سياسية مطّلعة أن هناك عدة احتمالات قد تشّكل عنوان المرحلة المقبلة؛
أولاً، استمرار التصعيد حتى إنجاز الاستحقاقات الانتخابية، حيث يبقى التوتر السياسي والإعلامي على أشدّه، وتسعى الأطراف إلى تسجيل نقاط قبل الانتخابات البلدية والنيابية، مما يعني تصاعد الخطاب الحاد والمواجهات غير المباشرة.
ثانياً، تفاهمات مؤقتة لاحتواء التوتر. إذ ترى المصادر أن القوى السياسية قد تلجأ، تحت ضغوط داخلية أو خارجية، إلى تهدئة نسبية بهدف الحفاظ على الاستقرار، خاصة في حال تدخّل أطراف دولية داعمة لإرساء نوع من التوازن المرحلي.
أما في السيناريو الثالث فتشير المصادر إلى احتمال التصعيد المفتوح المرتبط بشكل مباشر بالصراعات الإقليمية. ففي حال استمرّت المواجهات في الشرق الأوسط، قد ينعكس ذلك بشكل مباشر على لبنان، مما قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي اكثر وربما نقل الاشتباك من المستوى السياسي إلى توترات أمنية على الأرض.
في كل الأحوال، يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة دقيقة، حيث ستبقى التطورات رهينة التوازنات الداخلية والتأثيرات الإقليمية والدولية، ما يجعل المستقبل مفتوحاً على احتمالات غير محسومة حتى اللحظة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|