محليات

ما الذي يعنيه صمت أورتاغوس؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن لافتا في الجولة التي قامت بها نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي مورغان أورتاغوس في بيروت نهار امس اكثر من الصمت المطبق الذي لجأت اليه، بعدما شملت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وفيما تلاقت القيادات الرسمية على توصيف نتائج لقاءاتهم بها بأنها كانت جيدة وبناءة وإيجابية، فُهم أن التعليمات قد اعطيت لتكون ردات الفعل موحدة على قياس الموقف اللبناني الرسمي الموحد الذي تحدثوا عنه قبيل زيارتها بتعميم غير معلن، قال بالتوصل الى موقف موحد نصحت به مراجع سياسية وديبلوماسية داخلية وخارجية فبقيت الملاحظات حول العناوين التي تناولتها المباحثات وهي معروفة سلفا.

وجاءت هذه المعادلة البسيطة لتتلاقى وحجم التسريبات القليلة التي تحدثت عن شكل ومضمون اللقاءات المغلقة التي شهدتها المقرات الرسمية والتي تميزت بخلوات ثنائية بينها وكل منهم على انفراد، وقد استبعد عنها المرافقون والمستشارون من الطرفين بطريقة مقصودة ومقررة سلفا، وهو ما يوحي بأن هناك ما يستحق التكتم من حوله على قاعدة " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان " بهدف التوصل الى مرحلة متقدمة يرغب بها الجميع على قاعدة تقول بضرورة حماية الخطوط الحمر لدى الادارة الاميركية والتي تستند بحسب الاجواء التي سبقت زيارتها وهي واضحة ولم تعد خافية على أحد. فهي وان كانت تصر على امن اسرائيل ومنع اي تهديد لها فإنها حريصة على دعم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى النهاية كما انها ترفض ان يقود اي قرار الى تفجير الوضع في لبنان وان حرصها على السلم الداخلي لم يعد موضع نقاش في اي نادٍ سياسي او امني او عسكري.

على هذه الخلفيات، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان اورتاغوس كانت صريحة للغاية وقدمت عرضا لنتائج زيارتها الى اسرائيل والأجواء التي تسودها في الجبهة الداخلية والخارج وهي متخوفة من اجواء التشنج التي تنحو الى الحرب في اي لحظة، ولكنها تمكنت من لجم بعض العقول العسكرية الى حد ما . وابلغت من يعنيه الأمر بسلسلة من المحاذير التي لا يمكن تجاوزها ولا سيما ما يتصل بالمنشآت والمرافق العامة وما يؤدي الى الضرر بالبنية التحتية العامة.
ولفتت اورتاغوس الى ان الجيش اللبناني يقوم بأقصى جهوده لترتيب الوضع جنوبي الليطاني وان برامج دعمه مستمرة الى النهاية التي توفر له القدرة الكافية لضبط الوضع الأمني على مساحة لبنان. فلا تقتصر مهمته على جنوبي الليطاني وأنها تثق بالقيادة العسكرية بالنظر الى وعيها الى حجم المهام الملقاة على عاتقها وحرصها على تعزيز القدرات العسكرية لضبط الحدود والمرافق العامة والمناطق الحساسة في البلاد بانتظار ان تقوم القوى الامنية الاخرى بمهامها في اسرع وقت ممكن ولذلك فإن برامج المساعدات التي اوقفها الرئيس ترامب في العديد من المجالات في لبنان والعالم، لم ولن تشمل الجيش اللبناني ولا القوى الامنية الاخرى وهو امر يجب ان يفهمه الجميع.

اما على المستوى المالي والاقتصادي لفتت اورتاغوس الى ان الموقف الاميركي من الإصلاحات لم يعد سرا وهي حريصة بأن تشمل مختلف أوجه السلطات والمؤسسات  في لبنان وان تعزيز الأمن اكبر بوابة نحو الاستقرار المالي والانمائي والتعافي. ومن هنا ادخلت مرة اخرى حديثها عن السلاح غير الشرعي وضرورة الإسراع بجمعه وإنهاء مفاعيله. فان كان القرار بوقف الحرب في الجنوب يعني انه لم يعد لهذا السلاح اي دور، وان لم يكن ليستخدم في الداخل فلا حاجة له فيدمر ما لا يحتاجه الجيش والقوى الامنية الاخرى وتحفظ الانواع الاخرى. وانتهت الى التأكيد بان هذا الامر ليس شرطا اميركا إنما هو شرط  من شروط كل الدول المانحة والمقرضة كما الصناديق الدولية والإقليمية وهو ما تبلغته بصراحة من مسؤولي الدول الخليجية والمؤسسات المالية الكبرى التي تتابع تفاصيل الوضع في لبنان وتعرف حاجاته وتدرس كيفية مساعدته لتجاوز الأزمات المتعددة الوجوه.

على كل حال، تقول المصادر ان اشارة جميع المسؤولين اللبنانيين الى النتائج الايجابية للزيارة تنتظر التدقيق في بعض المعلومات القليلة التي تسربت من الخلوات الرئاسية، فهي بالغة الاهمية، لان لديها الكثير من الكلام الذي يجب ان يبقى في الغرف المغلقة، فبعض الاعلام قد يفسر الأمر بطريقة قد تشوه الحقائق.

وفي المعلومات التي تسربت ليلا فان اورتاغوس كانت صريحة للغاية في لقاءآتها مع الوزراء المختصين الى مائدة العشاء في السفارة الاميركية حيث استمعت الى الكثير من التفاصيل التي تعني قطاعات حيوية عامة وهي تدرس إمكان مساعدتها لتجاوز ما يعيق تقدمها، وخصوصا في الميادين الاجتماعية وشؤون الطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات.

وفي الخلاصة، تحرص المراجع الديبلوماسية والسياسية ومعها مصادر اعلامية قريبة من السفارة على التأكيد لـ"المركزية" بأن السيدة اورتاغوس قد غيرت من أسلوب تعاطيها مع الإعلام اللبناني بقرار مدروس. وستكون لها استراتيجية جديدة وهي لن تغادر بيروت دون ان تقدم حصيلة زيارتها سواء اضطرت الى عقد مؤتمر صحافي او عبر بيان مفصل يمكن ان يصدر عن السفارة الاميركية او المشاركة في حلقات تلفزيونية وان الامر قيد الدرس الى ان يتقرر ما يمكن القيام به في نهاية الزيارة.

طوني جبران - المركزية
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا