قصة الموظفة والحجاب... "تلفزيون لبنان" يلتزم تاريخياً عدم إبراز الإشارات والرموز الدينية على شاشته

بين احترام حرية المعتقد والشعائر الدينية واحترام الموجبات العامة، خيط رفيع ينبغي عدم استغلاله لأي شأن. هذا ما يمكن استنتاجه بعد الضجة التي أثارها خبر استقالة المتعاقدة في "تلفزيون لبنان" زينب ياسين لارتدائها الحجاب.
في رواية الموظفة أنها قدمت استقالتها "بسبب منعها من الظهور أمام الكاميرا لنقل رسالتها الصحافية بصفتها مراسلة، لأنها محجبة".
وكتبت في استقالتها: "أستقيل من هذه المؤسسة الوطنية، التي تبيّن أنها وطنية مجتزأة، هي وطنية لمن لا يرتدين الحجاب".
أما في رواية إدارة التلفزيون، فتؤكد المديرة العامة المساعدة ندى صليبا لـ"النهار" أن "تلفزيون لبنان مؤسسة وطنية، وهو منذ تأسيسه يرفض إشهار الرموز الدينية، لأي دين أو طائفة، وهذا ما طُبّق أعواما على جميع المذيعات والمذيعين. وقبل نحو ثلاثة أعوام، دخل عدد من المحجبات، ولم يكنّ من بين المذيعات أو المراسلات، ومن بينهن الزميلة المستقيلة. إنما في العدوان الإسرائيلي الاخير، استُعين بها، مثلما استُعين بعدد من الزملاء من كادرات مختلفة، نظرا إلى ظروف الحرب والتغطيات".
قبل فترة، اختارت الموظفة أن تظهر على الشاشة، خلال تولّي الوزير السابق زياد المكاري المسؤولية، فرفض التزاما للمبدأ العام المطبّق داخل "تلفزيون لبنان"، وهذا في الأساس ما طُبّق على المذيعة ندى الحوت التي اختارت ارتداء الحجاب، فلم تتابع ظهورها على الشاشة، لأن ثمة قرارا حرص يومها المكاري على احترامه وتطبيقه.
وحديثاً، عادت زينب لتطلب الظهور على الشاشة، مع تولي وزير الإعلام الجديد بول مرقص مهمته. إلا أن الأمر رُفض انسجاما مع قرار التلفزيون القديم والمبدئي.
وكانت صليبا أوضحت في بيان أن "تلفزيون لبنان لا يعتمد تاريخياً أي إشارات أو رموز دينية لإبرازها على الشاشة، من أي نوع كانت، مع احترامه التام للأديان السموية، وهو ينقل على شاشته كل المناسبات الدينية على اختلافها. وقد التزمت مجالس الإدارة السابقة هذا التوجه، إذ لم يُسمح للمذيعات من الطوائف المسيحية والإسلامية بارتداء (أو وضع) أي رمز ديني خلال الظهور على الشاشة.
أما الموضوع المُثار اليوم في شأن الحجاب مع إحدى المتعاقدات، فهي ليست مراسلة في قسم الأخبار بل تعمل في قسم السوشيال ميديا وتحديداً في الشريط الإخباري، وقد استُعين بها كمراسلة في فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وهي تضغط اليوم بالاستقالة حتى يُسمح لها بالظهور على الشاشة. وهذا الأمر ليس وليد الساعة، بل أُثير في عهدٍ سابق وحُسم بعدم تعديل هذا التوجه".
ويبقى السؤال عن التوقيب المريب والمقصود، وكأن ثمة محاولة لزرع فتن، هي أساسا غير موجودة، في توقيت مفصلي يراد به إنهاض هذه المؤسسة الوطنية الإعلامية، لا جرّها نحو أسفل درك.
ولاحقاً اثيرت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد صليبا متهمة اياها بارتداء الصليب وعدم التزامها القرار الذي تدافع عنه، ما اضطر الاخيرة الى تصوير القلادة التي تلبسها ونشر الصورة ليتبين انها لا تتعلق بالصليب او اي رمز ديني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|