الصحافة

ترامب لا يعتبره رجل المرحلة... متى الضربة القاضية على رأس نتنياهو؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هذا هو الفارق الاستراتيجي بين نظرة دونالد ترامب ونظرة بنيامين نتنياهو. الأول لا احتواء للشرق الأوسط الا باحتواء ايران. الثاني لا تغيير للشرق الأوسط الا بتغييير ايران. هنا الضربة الديبلوماسية، وهناك الضربة العسكرية، باعتبار أن آيات الله الذين خسروا مواقعهم الجيوسياسية (الأمامية) في المنطقة لن يتوقفوا عن الرهان بـ «الصبر الاستراتيجي» الذي كتب عنه محمد جواد ظريف ـ وكان نجم مفاوضات فيينا ـ على حركة الأعاصير التي تتبدل بين ساعة وأخرى.

أفضل ما فعله الرئيس الأميركي أنه أناط بصديقه الملياردير ستيفن ويتكوف، البعيد عن المراوغة الديبلوماسية، وعن الصخب السياسي، مهمة قيادة محادثات مسقط مقابل عباس عرقجي الذي يعتبر «الوجه الأكثر اشراقاً»ً في المؤسسة الديبلوماسية الايرانية. هكذا تلاشت الشروط العالية، والضاغطة، والمؤثرة، بعدما تمكن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي من ازالة أي أثر للشبح الاسرائيلي من الغرفة الأميركية.

المعلقون الاسرائيليون المعارضون لسياسات الائتلاف اليميني المتطرف رأوا في مشهد المصافحة بين ويتكوف وعراقجي مؤشرأ على اقتراب الضربة القاضية على رأس رئيس الحكومة الذي بدا أن الكرسي بدأ يهتز تحته منذ تلك اللحظات الصعبة في البيت الأبيض، وحيث اضطره الرئيس الأميركي الى الاصغاء، وعدم اللجوء الى اللهجة التي استخدمها في الكابيتول، الصيف الماضي (14 تموز)، وحيث فاق تصفيق المشرعين من سائر الأنواع، والاتجاهات، له التصفيق لونستون تشرشل الخارج، للتو، منتصراً من الحرب العالمية الثانية.

الآن بدأ الحديث يتزايد في تل أبيب حول انتخابات مبكرة تؤدي الى تغيير التركيبة الحالية في الكنيست. أكثر من ذلك شركاء في الائتلاف أخذوا علماً، ومن مصادر في واشنطن، أن ترامب لا يجد في نتنياهو رجل المرحلة لأنه يربط بقاءه في السلطة ببقاء الحرب.

بالحرف الواحد سألت قناة «فوكس نيوز» ما اذا كان هدير القاذفات سيتوقف في سماء الشرق الأوسط ؟ أوحت أيضاً بأن البنتاغون بعث بالأرمادا الجوية والبحرية الى المنطقة، أو الى أمكنة قريبة اليها، من أجل وضع حد للحروب لا من أجل تفجير الحروب. على كل الأبوسعيدي كان متفائلاً بـأن تكون عاصمة بلاده المدخل الى حقبة من الاستقرار على امتداد الشرق الأوسط. جدعون ليفي لاحظ الاكفهرار في وجه نتنياهو «هكذا تكون عادة وجوه الموتى...».

بالتأكيد، الايرانيون لا يريدون الحرب، بل ويخشون من حرب تفتقد كل ديناميات التوازن الاستراتيجي. الآن ليست ديبلوماسية حائكي السجاد، وانما ديبلوماسية بائعي السجاد (حيث السرعة في الأداء). آية الله خامنئي ترك الفقه السياسي، باللمسات الايديولوجية الحادة، الى الفقه الاقتصادي، باللمسات البراغماتية الناعمة. أغرى، بل أغوى، ترامب بـ 4 تريليونات دولار كاستثمارات في السوق الايرانية المتعطشة لكل أنواع المنتجات الأميركية، من طائرات البوينغ (وحيث الاختبار لقوة العلاقات) الى زجاجات الكوكا كولا.

الدولة العبرية خلاف ذلك تأخذ ولا تعطي. ترامب، وفي تصريح أخير له، قال «اننا نعطي اسرائيل الكثير» مشيراً الى اعادة النظر بالموضوع. ويتكوف يعرف الكثير عن احتياجات، وعن أفاق، السوق الايرانية. كذلك الكثير عن الأمزجة الايرانية بعيداً عن القيود «الشرعية» التي يفرضها النظام.

هل يمكن القول ان ما حدث في مسقط قد يشق الطريق الى نوع آخر من التغيير، أي برؤية واشنطن البانورامية لا برؤية أورشليم الضيقة. وكان بناة هذه المدينة قد راهنوا أن تكون أثينا لا أن تكون اسبارطة. «وول ستريت جورنال» نقلت عن ترامب قوله ان ادارته منفتحة على التسوية مع ايران حتى قبل محادثات مسقط التي تمحورت حول البرنامج النووي، دون أي مسألة أخرى. لا الموضوع الباليستي، ولا الموضوع الجيوسياسي. كما أن الرئيس الأميركي وصف المحادثات بأنها «تمضي على نحو جيد».

جلسة السبت المقبل، وفي السلطنة أيضاً، مخصصة للنقاط التقنية، أي جلسة خبراء لا جلسة سياسيين ولا جلسة ديبلوماسيين. المهم أن البداية كانت واعدة، وتشي باحتمال أن تمضي المفاوضات بأقل قدر ممكن من التعثر، مع اعتبار أن اشياء كثيرة، وكثيرة جداً، قد تغيرت في السنوات العشر المنصرمة.

ما لوحظ لدى الأوساط السياسية، والاعلامية، الخليجية، الترحيب بالمنحى الذي تأخذه المفاوضات، وعلى أساس أن المنطقة التي اقتربت كثيراً من الانفجار قد تتجه الى الانفراج، شرط أن ينزل نتنياهو عن خشبة المسرح. وهذا ما يتوقعه، أيضاً، الخليجيون، وحتى الاسرائيليون، خصوصاً بعد كلام ترامب عن صفقة، خلال أسبوعين، حول مسألة الرهائن. كلام أشبه بـ «الأمر الأميركي».

ماذا عن لبنان ؟ هل يفترض بنا التوجس من أن يحاول نتنياهو الالتفاف حول محادثات مسقط وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان ؟ الاجابة عن السؤال من باريس «لبنان لا بد أن يتأثر ايجاباً بأي خطوة الى الأمام بين واشنطن وطهران. وحين يرغم رئيس الحكومة الاسرائيلية بصفقة حول غزة، لا يستطيع أن يقوم بأي خطوة انتحارية ضد لبنان..

نبيه البرجي-الديار

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا