يا "عدره" شو هالاستطلاع!
لم أشكك يوماً باستطلاع "لبناني" ولو اقتصر على سكان البناية والجيران وأهل الحي حول مسألة التعاطي مع نباح مستدام. الأجوبة المفترضة وبحسب تربيتنا وتقاليدنا.
92،7 % أجابوا أن رصاصة تحل المشكلة مع الكلب.
4،8 % نتقدم بشكوى إلى البلدية.
2.5 % نتواصل مع جمعية متخصصة لمعالجة حالة الكلب العصبية.
وبالتالي كيف يمكن التشكيك باستطلاع أجرته شركة محترمة وفق أعلى المعايير المعتمدة، لجهة العيّنات وعدد المستطلَعين وتوزيعهم المناطقي والطائفي... ألخ؟ من يشكك ما عليه سوى كتابة قصاص: اسم جواد عدره ألف مرة وبعشرة ألوان.
وصف 40.7 % من اللبنانيين الحرب التي اندلعت في 13 نيسان المجيد بالحرب الأهلية. هكذا درجت التسمية من دون تفكير. هي الحرب نشبت جرّاء اصطفاف اللبنانيين في معسكرين: واحد متمسّك بالتركيبة الطائفية ذات أرجحية طائفية معينة والثاني علماني على مذهبي على مستضعف على ناصري على بعثي على أممي... و38,5 % تبنوا نظرية غسان تويني. كانت حرب الآخرين على أرضنا، كما هي الحال مع حرب الإسناد المجيدة. قُتل خمسة أو ستة آلاف مواطن من أجل العزيزة فلسطين. والمفارقة أن الأقلية (8،8 %) كان اختيارها الأقرب إلى الواقع: كانت حرباً لتوطين الفلسطينيين.
فتح استطلاع مؤسسة عدرة (الدولية للمعلومات) درفتي الباب على المستقبل. اللبنانيون معنيون أيضاً بالغد المشرق الواعد. سُئل 1200 مواطن كامل المواصفات عن الحل الأفضل للبنان:
8،8 % أيضاً وأيضاً ذهبوا إلى الحل الفدرالي متأثرين بطرح النائب وليد البعريني المتقدم.
4.6 % يشكلون شريحة الطيّبي القلب رأوا أن التوافق الوطني بين جميع اللبنانيين يشكل حلاً للوضع الراهن في البلد، وترجمته طاولة تجمع حولها من ربيع بنات إلى ربيع "الكتائب"، إلى "التقدمي" والتقدّم و"أمل" و"القوات" وحزب لنا وحزب سبعا والرئاسات الثلاث و"حزب الله" ممثلاً بربّاعه الدولي محمد رعد أو من ينوب عنه... هذه "الجَمعة" اللطيفة الجميلة هي الحل.
و2،7 % من المستطلعين قالوا إن جمع السلاح هو الحل، وربما كان قصدهم بداية الحل.
أما المفاجأة الرائعة فكانت أن الغالبية زائداً اثنين، أي 65،3 % وجدوا ما أعجز الأمم: الحل الأفضل للوضع في لبنان هو إلغاء الطائفية السياسية وإقامة الدولة المدنية! واو. تخيلوا أن التصويت في الانتخابات النيابية لسنة 2026 يتم خارج القيد الطائفي ! هذا حلم. بمجرّد إلغاء الطائفية البغيضة ستضيع بين علّوش وشربولا وزينب وفيوليت، ومصطفى وبياريت، وبين غارابيت وحسين. سيلتحم الشعب بملحمة العجل الضحوك في عرس وطني لا قبله ولا بعده.
من جاوبوا بهذه الأريحية وجدوا أن بقاء السلاح ليس عائقاً أمام الحل بل المشكلة في وضع العصي والدواليب والمستوعبات في طريق الدولة المدنية، أي طريق المطار!
عماد موسى-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|