هزيمة أم تكتيك.. لماذا انسحبت نخبة القوات الأوكرانية من كورسك؟
انسحبت نخبة القوات الأوكرانية من محيط مقاطعة كورسك الروسية، في خطوة وصفت بأنها "إعادة تموضع قسرية تحت ضغط نيران الجيش الروسي".
هذا التحرك المفاجئ أعاد إشعال الجدل حول قدرة القوات الأوكرانية على الصمود في مواجهة الهجوم الروسي المتصاعد، خاصة بعد سلسلة من الضربات الدقيقة التي استهدفت مراكز تجمع الجنود والمعدات.
وقال قائد مجموعة الاقتحام في اللواء العاشر للدبابات، التابع لمجموعة الجنوب في الجيش الروسي، إن "القيادة الأوكرانية أصدرت أوامر بسحب وحداتها النخبوية من المقاطعة خلال الساعات الماضية، بعد تعرضها لخسائر ثقيلة وعدم قدرتها على تثبيت مواقعها تحت الضغط الروسي المستمر".
ويأتي هذا الانسحاب في توقيت حساس، إذ كانت القوات الأوكرانية تسعى للسيطرة على مواقع حيوية داخل مقاطعة كورسك، قبل أن تتعرض لعمليات استنزاف شرسة أجبرتها على التراجع.
وبحسب معلومات رسمية روسية، كانت هذه القوات مكلفة بمهمة رئيسة تهدف للسيطرة على مواقع محددة داخل كورسك وربما التوغل نحو مدينة كوريتشابا، حيث تقع المحطة النووية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن "الجيش الأوكراني خسر خلال عملياته الأخيرة على محور كورسك أكثر من 75 ألف جندي".
ورأى خبراء، أن "انسحاب قوات النخبة الأوكرانية من مقاطعة كورسك جاء نتيجة حتمية لضغوط الجيش الروسي، بعدما فشلت تلك القوات، التي تلقت تدريبات أوروبية مكثفة، في تحقيق أهدافها على الأرض".
"ضربة موجعة"
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية سمير أيوب، إن "سحب كييف لما تبقى من قواتها النخبوية من مناطق قرب الحدود الروسية في مقاطعة كورسك كان خطوة متوقعة، في ظل التطورات الميدانية الأخيرة".
وأوضح أيوب لـ"إرم نيوز"، أن "هذه القوات الأوكرانية التي تسللت إلى المقاطعة تعد من الوحدات الأكثر تدريبًا وتأهيلًا، حيث حصلت على تدريبات متقدمة في دول أوروبية، خاصة بريطانيا، وكانت مهمتها الرئيسة التوغل والسيطرة على مناطق واسعة من المقاطعة، وصولًا إلى مدينة كورسك نفسها أو مدينة كوريتشابا التي تحتضن محطة نووية استراتيجية".
وأضاف أن "هذه العملية لم تحقق أهدافها المرجوة، إذ ظلت القوات الأوكرانية عالقة في مناطق مكشوفة ومعرضة لضربات روسية مكثفة داخل المقاطعة؛ ما دفع القيادة الأوكرانية لإعادة النظر في خططها العسكرية هناك".
ورأى أيوب، أن "تبدل الموقف الأمريكي وخفض مستوى الدعم المعلوماتي للقوات الأوكرانية أسهما في تراجع الروح المعنوية للجنود".
ولفت إلى أن "أوكرانيا فقدت آلاف الجنود في هذه المقاطعة، وهو ما يمثل ضربة موجعة لقيادة الجيش الأوكراني".
ترتيبات تفاوضية
وفي السياق ذاته، اعتبر إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن "انسحاب القوات الأوكرانية من كورسك جاء نتيجة مباشرة للضغط العسكري الكثيف الذي تمارسه روسيا على جبهات القتال".
وقال كابان لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الأوكراني اضطر إلى اتخاذ قرارات تكتيكية بالتراجع، تحت وطأة الضربات الروسية المكثفة التي أربكت تموضعه في المنطقة".
وأشار إلى أن "التحولات العسكرية التي تشهدها جبهات القتال تعكس حالة ضعف متزايدة داخل صفوف الجيش الأوكراني"، مرجحًا أن "يكون هذا الانسحاب جزءًا من تفاهمات أمريكية - روسية غير معلنة، تهدف إلى دفع أوكرانيا لتليين موقفها السياسي استعدادًا لجولة مفاوضات محتملة".
ورأى كابان، أن "انسحاب قوات النخبة الأوكرانية قد يكون بداية لتسوية سياسية مرتقبة، يتم خلالها فرض شروط روسية على الأرض، تحت غطاء تفاوضي أمريكي، بما يكرس مكاسب روسيا الميدانية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|