الصحافة

من حاول الإيقاع بين لبنان والعراق؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أثار تصريح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بشأن رفضه استنساخ تجربة “الحشد الشعبي” العراقي لدمج “حزب الله” في الجيش اللبناني، جدلًا واسعًا على المستوييْن المحلّي والإقليمي، وسط ردودِ فعلٍ رسميةٍ وشعبيةٍ متباينةٍ في العراق ولبنان.

ففي مقابلةٍ إعلاميةٍ، أكّد الرئيس عون أن “السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة”، مشدّدًا على أنّ “عناصر حزب الله الذين يرغبون بالالتحاق بالمؤسسة العسكرية يمكنهم فعل ذلك كأفراد، وفقًا للآليات الرّسمية، لا من خلال تشكيل وحدةٍ مستقلةٍ على غرار الحشد الشعبي في العراق”.

وأوضح أنّ الدولة اللبنانية لن تسير في نهجٍ يُشَرْعِنُ ازدواجية السلاح ضمن المؤسسات، مشيرًا إلى أنّ “تجربة الحشد الشعبي غير قابلةٍ للتطبيق في السياق اللبناني”.

لم تمرّ التصريحات مرور الكرام في بغداد، حيث سارعت وزارة الخارجية العراقية إلى استدعاء السفير اللبناني، معربةً عن “استغرابها وأسفها” لما وصفته بـ”إساءة غير مبررة” لتشكيلٍ أمنيّ رسميّ ساهم في حماية العراق من الإرهاب.

واعتبرت الخارجية العراقية أنّ “الحشد الشعبي جزء لا يتجزّأ من منظومة الدفاع الوطني العراقي، ويعمل بإشراف القائد العام للقوات المسلّحة”، مؤكدةً أنّ الخلْط بين التجارب الوطنية لا يخدم العلاقات الأخويّة بين البلديْن.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، برزت ردود فعلٍ لافتةٍ من شخصياتٍ عراقيةٍ مقرّبةٍ من فصائل قريبة من إيران. فقد نشر محمد مهدي، نجل إحدى الشخصيات الدينية البارزة، صورةً تحمل شعار الحشد الشعبي، في خطوةٍ اعتُبرت رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس عون.

وفي الدّاخل اللبناني، تبايَنت المواقف بين من اعتبر كلام الرئيس عون تأكيدًا على مبدأ “احتكار الدولة للسلاح”، ومن رأى فيه إساءةً غير مبرّرةٍ لتجربةٍ عربيةٍ ساهمت في دحْر الإرهاب، إضافةً إلى توقيته الذي وُصف بـ”غير الموفّق” في ظلّ الظروف الإقليمية الدقيقة.

حتّى اللحظة، لم يصدرْ تعليق رسمي عن “حزب الله”، غير أنّ أوساطًا متابِعةً تتوقّع أن يُطرحَ الملف ضمن النقاشات الداخلية خلال الأيام المقبلة، إذْ تؤكد المعلومات لـ”هنا لبنان” أنّ مرجعيةً إيرانيةً ساهمت في التحريض على رئيس الجمهورية وحرّكت بعض الجيوش الإلكترونية التي أحرجت الخارجية العراقية، فكان ما كان.

تكشف هذه التصريحات حجم التعقيد في العلاقة بين الدولة اللبنانية و”حزب الله”، وسط سعيٍ رئاسيّ وحكوميّ لحصر السلاح بِيَدِ الدّولة تحت سقف المؤسّسات الرسمية، في مقابل مخاوف من توتّر العلاقات مع دولةٍ شقيقةٍ مثل العراق.

وفي ظلّ غياب موقف موحد، يبقى الملف مفتوحًا على احتمالات متعددة، تبدأ بتوضيحات ديبلوماسية، ولا تنتهي بإعادة النظر في مقاربة الدولة اللبنانية لسلاح “حزب الله”، في ضوء الحسابات الداخلية والخارجية المعقّدة.

وتشير المعلومات إلى أنّ التحريض على الرئيس جوزاف عون بدأ من قبل المُتضرّرين من تصريحاته حول ضرورة قيام الدولة، وتؤكد لـ”هنا لبنان” أنّ العلاقة اللبنانية – العراقية كانت ولا تزال أكثر من ممتازةٍ، واللقاء بين الرئيسيْن اللبناني والعراقي على هامش قمّة القاهرة شدّد على عمْق العلاقة بين البلديْن الشقيقيْن، كذلك الاتصال الهاتفي بين الرئيس عون ورئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني.

بشارة خير الله -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا