القضيّة اللّبنانيّة والبابا فرنسيس.. قصّة لن تُكتَب إلّا بعد عقود!
كان البابا فرنسيس استثنائيًا. قيل في فكره العميق ومقارباته الجريئة الكثير، وثمّة الكثير بعد ليُقال ويُكتَب. الأساس يبقى تواضعه وفاعليّته الهادِرة في النّضال من أجل السّلام وكرامة الإنسان، أرادهما تحت مظلّة الأخوّة الإنسانيّة.
البابا فرنسيس حمل أيضًا لبنان في عقله وقلبه وصلاته. كان لبنان همّاً يوميًا له، وقد خصّصه مع سوريا والعراق وفلسطين، لكنّه ميّزه، وكان في كلّ ما عبّر عنه نحوه وشعبه بُعدٌ عميق.
في هذا السّياق، يقول الباحث في الشؤون الجيو-سياسيّة المدير التّنفيذيّ لملتقى التأثير المدني زياد الصّائغ الذي عمل بصمت، وعن قرب مع الدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة ولم يزل، يقول في حديثه إلى "المركزيّة": " شغِلت القضيّة اللّبنانيّة حيّزًا هائلًا من اهتمامات قداسة البابا الرّاحل، وتُرجِم ذلك في تحريك ديناميّات الدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة كافّة لحثّ العالم على إنقاذ نموذج لبنان الفريد في الحريّة والتنوّع والعيش الواحد".
وإذ يشير الصّائغ إلى أنّ "الرّمزيّة التي عبّر عنها البابا فرنسيس حين تقبيله علم لبنان في 03/09/2023، تجسّد مفصلًا تاريخيّا في العلاقة البنيويّة التي ربطت لبنان الرّسالة بالكرسيّ الرّسوليّ على مدى قرون خلت"، يُضيف: "هذه الرّمزيّة الهائلة رافقها غضبٌ على خيارات المنظومة السّياسيّة التي دمّرت لبنان بفسادها وتحويلها إياه ساحة صراعات إقليميّة – دوليّة، حتّى إنّه كان من الواضح رفض البابا فرنسيس والدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة لخيار حلف الأقليّات وإصراره على العودة إلى الدّستور حيث المواطنة الحاضنة للتنوّع، مع التصدّي لكلّ أشكال التوتاليتاريّة والأوتوقراطيّة والثيوقراطيّة التي حاولت بحلفها الموضوعيّ تغيير هويته الحضاريّة".
من هنا يعتبر الصّائغ أنّ "البابا فرنسيس زار لبنان ولو لم يزره، وفي عدم زيارته وجّه رسالة صادقة لذوي الشأن حينها، بأنّهم مكشوفون في الخيارات الانتحاريّة التي تبنّوها، على أنّ إحدى رسائل الغضب التي وجّهها البابا فرنسيس لمن أؤتمن على دستور لبنان حينها قوبلت بتجاهل أو بالتّلاعب الإعلاميّ بمعناها، ويومًا ما سيُكشَف النّقاب عن حجم الضغط الذي مارسه الفاتيكان بقيادة البابا فرنسيس لإنقاذ لبنان من القبضة الشموليّة التي كانت تتحكّم به. ثمة من يستخّف بهذا الدور. لكن للحقيقة هو الدور الأساس بديبلوماسية أخلاقية فاعلة".
المركزية – يولا هاشم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|