تزامناً مع حظرهم في الأردن.. ما حقيقة تجميد دمشق لنشاط "الإخوان"؟
في لبنان الآن... "تسيير السير" الى أن تشتدّ الزحمة وحوادث المرور لاحقاً؟
ندرك جيداً أن التغيير السليم هو ذاك الذي يتمّ تدريجياً. ونعلم جيداً أنه لا يمكن محو 10 أو 20 أو 30 أو 40... عاماً من التجاوزات، والفساد، واستباحة الدولة، والاستخفاف بها... خلال أسابيع قليلة. كما نتقبّل جيداً، ووفق المنطق، حقيقة أن النظر من بعيد، ومن خارج المشاكل والصعوبات، ومراقبة الأشياء من خارج السلطة، قد يجعل الأمور تبدو زهرية وسهلة جداً، فيما يكون الواقع مُخالِفاً لذلك تماماً.
قلق شديد
ما سبق ذكره ندركه، ونعلمه، ونتقبّله جيداً. ولكنه لا يجب أن يكون ولا بأي شكل من الأشكال، ذريعة للاكتفاء بالموجود، ولعدم القيام بشيء، ولعدم التحرك بأي محاولة. وهذا هو أكثر ما نلاحظه في لبنان الآن، رغم محاولة بعض الأفرقاء إنكار ذلك.
فالفارق شاسع وواسع وكبير، بين الإقرار بأن التغييرات الجذرية والجوهرية لا يمكنها أن تحصل بـ "كبسة زرّ"، وبين الاكتفاء بتكرار ذلك، من دون إظهار أي محاولة أو "شبه محاولة" لـ "كبس الزرّ". والحالة الأخيرة تختصر ما نحن فيه بلبنان منذ 3 أشهر تقريباً، وتدفعنا الى القلق جداً من المستقبل.
شراء الناس
يكتفي بعض من في بلادنا بالاستحقاقات الانتخابية على أنواعها، وباحترام مواعيدها، وذلك رغم أن الخبرة علّمتنا أكثر من مرة أنه يمكن إجراء 10 استحقاقات من هذا النوع خلال عام واحد، من دون أي ملموس جديد على أرض الواقع.
لا شكّ في أن الانتخابات تحرّك المياه الراكدة، وتبعث بإشارات من "نبض حياة" في البلد، إلا أن الخبرة تؤكد أن القديم يعود هو نفسه في كل مرة من بعدها، بينما لا يمكن البَدْء بأزمنة جديدة، بالقديم نفسه. ونذكر في هذا الإطار بأن لغة الانتخابات بالنّسبة الى عدد لا بأس به من المرشّحين في بلادنا، تعني شراء الناس حصراً، وليس أكثر من ذلك.
في أي حال، ما هي الإيجابيات "السريعة" التي يمكن أن ننتظرها خلال الأسابيع القليلة القادمة، والقادرة على انتشال لبنان من يوميات الاستماع الى غارة هنا، وأخرى هناك، و(الاستماع) الى وعود بالتغيير هنا، وأخرى هناك؟
فاليوميات اللبنانية الحالية تمضي على قاعدة "القليل من كل شيء"، أي القليل من الحرب وأجواء القتال، والقليل من الفرص الوهمية المُنتَظَرَة، والقليل من التوقّعات بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، رغم أن اليوم لم يَكُن أفضل من الأمس... فيما لا يُظهر الواقع أي تقدّم على أي مستوى.
"تسيير السير"...
بموازاة الفرص التي يوفرها إقرار قانون السرية المصرفية على المستويَيْن الاقتصادي والمالي، وما يتحلّى به من وجه إيجابي للسلطة اللبنانية بالمعنى السياسي، وعلى مستوى إعادة الثقة الدولية بلبنان، يؤكد مراقبون أن النجاح بعيد المدى، وإمكانية انتظار أي تقدّم ملموس، يحتاج الى العمل من خارج مبدأ الانحياز للملفات الموجود داخل الدولة.
ففي هذا الإطار، يمكن التحذير من أنه لا توجد ملفات أهمّ من أخرى، بل يتوجب العمل على كل شيء، والتخفيف من التأثير السياسي الذي ينعكس على كل الملفات، وذلك حتى ولو اضطر الأمر الى القيام بخطوات كبرى، من مستوى التلويح بسحب الثقة من الحكومة مثلاً، وإسقاطها في يوم واحد، للحثّ على تسريع العمل.
وفي السياق نفسه، يحذّر مراقبون من أن تُعتَمَد طريقة "أبو ملحم" في حلول المراحل القادمة، في الملفات والقطاعات كافة في البلد، وذلك الى أن يتمّ الاصطدام بانهيارات جديدة في وقت لاحق، وهكذا دواليك. فالسلطة المحلية لم تتعوّد يوماً على حلّ أي مشكلة حتى النهاية، بل على طريقة "تسيير السير"، وذلك بما يشتري الوقت الى أن تشتدّ الزحمة وحوادث المرور في مدى أبْعَد.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|