"ادعاء كاذب".. إيران تعلق على أنباء وقف التخصيب المؤقت لليورانيوم
خطر "تلزيم" للبنان لسوريا.. أو تركه تحت مطرقة إسرائيل
لم يكن الموقف الذي عبّر عنه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، وسفير الولايات المتحدة في تركيا، توماس باراك، بالأمر البسيط والتفصيلي، لدى تناوله مسألة الخرائط والانتدابات و"خطأ" اتفاقية سايكس بيكو. يحمل كلام باراك مؤشراً حول الرؤية الأميركية للمنطقة في المرحلة المقبلة، بما يتطابق مع الشعار الأميركي المرفوع ترامبياً، "أميركا أولاً". يقول باراك بوضوح إن "الغرب فرض قبل قرن خرائط وانتدابات وحدوداً بالحبر"، مضيفاً أن اتفاقية "سايكس- بيكو" قسّمت سوريا والمنطقة لتحقيق مصالح استعمارية وليس من أجل السلام. ويتابع أن ذلك كلّف أجيالاً بكاملها و"لن نكرر هذا الخطأ مجدداً"، مضيفاً أن عصر التدخل الغربي "انتهى والمستقبل والشراكة الدبلوماسية القائمة على الاحترام"، كما شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه في 11 أيار في العاصمة السعودية، الرياض.
تركيا- السعودية
يوحي الكلام بأن الولايات المتحدة الأميركية تريد انتهاج سياسة تلزيم المنطقة وملفاتها لحلفائها. وبما يتعلّق بالمشرق العربي، فمن الواضح أن الأميركيين يركزون على دور تركيا والسعودية وخصوصاً في سوريا. لا سيما أنه بالتزامن مع هذا الموقف تسعى أنقرة إلى تعزيز حضورها ونفوذها على الأراضي السورية لما تسميه "مكافحة الإرهاب". هذه الاستراتيجية الأميركية تفرض على السعودية وتركيا تنسيقاً استثنائياً على الساحة السورية. وهو ما يعيد الذاكرة إلى اتفاق "استراتيجي" جرى وضعه بين أنقرة والرياض في العام 2015، وكان يتركز على كيفية متابعة الوضع في سوريا في حينها، إلا أن الخلافات بين البلدين حالت دون استكمال مسار هذا الاتفاق، والذي كان يفترض أن يتشكل بموجبه "مجلس العلاقات الاستراتيجية".
إثر تعثر هذا المشروع في تلك الفترة، اتجهت تركيا إلى التفاهم مع إيران وروسيا، ضمن مسار آستانة. أما اليوم، فإن الأوضاع كلها قد انقلبت، في ظل تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، ولا سيما في سوريا، وفي ظل محاولات أميركية وأوروبية لتقويض نفوذ روسيا أيضاً. إثر المتغيرات التي حصلت في سوريا يتقدم الدور السعودي إلى جانب دول خليجية أخرى على الساحة السورية، كما يتقدم دور تركيا بناء على تفاهمات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.
بالنسبة إلى الوجهة الأميركية، فإن مضمون الموقف والسياسة هو تنويع مسارات تلزيم ملفات المنطقة. فإن كانت إسرائيل تسعى لأن تكون الدولة ذات التأثير الأكبر وصاحبة السيطرة العسكرية والأمنية، فإن تركيا والسعودية تسعيان أيضاً إلى تثبيت مشروعهما ونفوذهما على مستوى المنطقة ككل وانطلاقاً من الساحة السورية.
لبنان والمسار السوري
وإن كانت تركيا والسعودية ستضطلعان بدور أساسي في سوريا، يبقى السؤال هو حول الجهة التي ستضطلع بدور أساسي في لبنان. خصوصاً أن كل الرسائل التي ترد إلى المسؤولين اللبنانيين تشير إلى ضرورة الإسراع في اللحاق بركب المنطقة، والسير بخطى متسارعة على الطريق التي اختارتها دمشق والتي قررت أيضاً التجاوب مع كل الشروط الأميركية بما فيها التخلي عن المقاتلين الأجانب، والذين سيتم ترحيل حوالى 40 ألف منهم من سوريا إلى دول أخرى.
الشروط المفروضة على سوريا لها ما يقابلها على لبنان أيضاً، لا سيما لجهة سحب سلاح حزب الله، وسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، بالإضافة إلى تحقيق الإصلاحات المطلوبة. لا تزال الولايات المتحدة تعتبر أن لبنان يتأخر في تحقيق ما هو مطلوب منه، ولا تزال الضغوط متواصلة لإنجاز ذلك، وسط مخاوف من زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي.
أما لبنان، فقد طالب الأميركيين بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة جنوباً، وهو ما جرى رفضه إسرائيلياً إلى حين أن ينجز لبنان المهمة المطلوبة منه في حصر السلاح بيد الدولة.
يطالب لبنان أيضاً بترسيم الحدود وتثبيتها جنوباً وشرقاً وشمالاً، لكن ذلك سيبقى مرتبطاً بتلبية الشروط المفروضة خارجياً، وسط تكثيف الضربات الإسرائيلية من جهة، والعمليات السورية التي يتم الإعلان عنها بشكل شبه يومي عن توقيف شبكات متورطة بتهريب أسلحة أو مخدرات إلى لبنان. ولا شك أن زيادة منسوب العمليات السورية على الحدود مع لبنان، وفي حال لم يتم الوصول إلى آلية عمل واضحة بناء على التنسيق بين البلدين، سيدفع القوى الإقليمية والدولية إلى تلزيم لبنان للنظام الجديد في سوريا، خصوصاً بما يتعلق بمسألة ضبط الحدود ومنع التهريب. وهو ما يتم تسميته بتجفيف المنابع المالية والعسكرية لحزب الله.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|