عربي ودولي

صراع "الزعامة الدرزية" يعرقل سيطرة الحكومة على السويداء

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تشهد محافظة السويداء، حربًا على زعامة الطائفة الدرزية بين المرجعيات الدينية والاجتماعية للطائفة، وقادة الفصائل في المحافظة؛ مما عكس اختلافًا عميقًا في رؤيتها حول مستقبل علاقة المحافظة مع سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع.

وقالت مصادر سياسية سورية، إن الحرب على زعامة الطائفة في السويداء أسهمت في زيادة الانقسامات بين أبناء الطائفة وعززت من حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها المحافظة منذ ديسمبر كانون الأول الماضي.

وأوضحت المصادر في حديثها لـ"إرم نيوز "، أن الحرب على زعامة الطائفة تتجلى في انقسامات سياسية وفصائلية، واتهامات متبادلة؛ مما أدى إلى غياب موقف موحد تجاه الحكومة السورية الجديدة.

وفيما يتزعم المرجع الدرزي حكمت الهجري تيارًا متشددًا يرفض التعاون مع حكومة دمشق، تظهر  بعض المراجع الأخرى لطائفة وقادة الفصائل تأييدهم للاندماج في هيكلية الدولة السورية الجديدة، وهو ما يعزز استمرار التوترات في المحافظة ويفتح المجال للتدخلات الخارجية في المحافظة، بحسب قول المصادر السياسية.

وأكدت المصادر أن استمرار الانقسامات بين مرجعيات الطائفة، ينعكس سلبًا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المحافظة، ويضعف من قدرة الحكومة على بسط سيطرتها على المحافظة؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في حال عدم حلها.

وكانت الفترة التي أعقبت سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، شهدت ظهور انقسامات بين حكمت الهجري الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، ومرجعيات أخرى مثل الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع، إضافة إلى قادة فصائل مثل يحيى الحجار (حركة رجال الكرامة) وليث البلعوس (قوات شيخ الكرامة).

ولم تكن الحرب الدائرة بين هذه الأطراف صراعًا عسكريًا، بل تنافسًا على النفوذ السياسي والاجتماعي على زعامة الطائفة التي تطالب بعض مرجعياتها بنظام لا مركزي في إدارة محافظة السويداء ضمن سوريا الجديدة.

وفيما يتبنى حكمت الهجري موقفًا متشددًا ضد الحكومة السورية، مطالبًا بالحماية الدولية للطائفة الدرزية السورية، بعد اشتباكات جرمانا وصحنايا، فإن الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع يتميزان بموقف أكثر انفتاحًا تجاه الحكومة، مشروطًا بضمانات مثل العدالة والمساواة وحماية الأقليات، مع تأكيدهم على أن الأمن يجب أن يُدار من أبناء المحافظة.

من جانبها فإن الفصائل الدرزية المسلحة العاملة في محافظة السويداء، منقسمة بين مؤيدة للهجري (مثل المجلس العسكري في السويداء وقوات شيخ الكرامة) التي ترفض التنسيق مع دمشق وتدعو لنظام فيدرالي، وأخرى موالية للحكومة مثل حركة رجال الكرامة وأحرار جبل العرب بقيادة سليمان عبد الباقي.

وفي مؤشر على الانقسام الذي يسيطر على الطائفة، فقد شهدت محافظة السويداء في شهر مارس/آذار الماضي، مظاهرات معارضة للحكومة رفع خلالها علم الطائفة الدرزية وصور الهجري، مع هتافات تطالب بإسقاط أحمد الشرع. كما أظهرت حركة رجال الكرامة الدرزية، بقيادة ليث البلعوس موقفًا داعمًا لحكومة دمشق.

وفي ظل الانقسامات التي تشهدها  السويداء؛ نتيجة حرب الزعامة على الطائفة الدرزية، فقد أدى ذلك إلى استمرار التوتر وحالة الفوضى الأمنية في المحافظة وكان آخر مظاهرها استقالة محافظة السويداء  الدكتور مصطفى بكور الذي عينته الحكومة، وذلك بعد الاعتداء عليه من قبل بعض الخارجين على القانون في المحافظة.

وفي ظل هكذا أوضاع غير مستقرة، فإن بسط الحكومة سيطرتها على محافظة السويداء يبقى أمرًا صعبًا، ما لم يتم استخدام القوة، وهو السيناريو الذي ربما بات الأكثر ترجيحًا، خاصة بعد تعيين العميد أحمد هيثم الدالاتي (غير محلي) قائدًا للأمن في 25 مايو/ أيار 2025، بحسب المصادر السياسية السورية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا