علاقة فاترة بين معراب والنواب السنّة... الرؤى موّحدة فعلامَ الاختلاف؟
لا تخفى العلاقة الفاترة بين "القوات اللبنانية" والنواب السنّة المستقلّين الذين ينضوون في تكتّل "الاعتدال الوطني"، منذ ما قبل الانتخابات النيابية، حينما اتّهمت أوساط سنّية سياسيّة "القوات" ورئيسها سمير جعجع بمحاولة وراثة موقع "تيار المستقبل" وسعد الحريري، ورفضت التحالف الانتخابي في عدد من الدوائر، ممّا أدّى إلى خسارة مقاعد.
وعلى الرّغم من أن الرؤية الاستراتيجيّة واحدة بين الطرفين لجهة سيادة لبنان، فإنّهما لم يتفقا حتى الآن تحت قبّة مجلس النواب، ولم يفلحا في التحالف لإحداث التوازن بوجه فريق "حزب الله"؛ وقد يكون الاستحقاق الرئاسي خير دليل. ففي حين قرّرت "القوات" المُضيّ بدعم ترشيح ميشال معوّض، يستمرّ عددٌ من النوّاب السنّة بالتصويت بأوراق ملغاة حتى تأمين التوافق، على اعتبار أن الانتخابات لا تتمّ من دون حدٍّ أدنى من الإجماع.
مقاربات مختلفة
لكن مقاربة الاستحقاقات تختلف بين الطرفين، فـ"القوات اللبنانية" تعتمد المواجهة ورفع السقف كخيار ضدّ فريق 8 آذار و"التيار الوطني الحر" بهدف استعادة سيادة لبنان من سيطرة الحزب الكاملة، ولا تؤيّد التسويات مع هذا الفريق، فيما ينشد نواب سنّة الالتقاء مع الطرف الآخر لتحقيق التوافق، انطلاقاً من أنّ الاستحقاقات لا تتم، والشغور يستمرّ إذا لم تتوقّف المواجهة.
ومن جديد، عاد التوتر الذي ساد العلاقة بين مكوّنات الطائفة السنيّة السياسيّة ومعراب إلى العلن، مع تصريحات لجعجع، أشار فيها إلى أن نوّاب تكتّل "الاعتدال الوطني" لا يتمتعون بـ"الخبرة السياسية الكافية"، واصفاً خياراته بـ"المتأرجحة والمتردّدة".
الردّ لم يتأخّر، وجاء على لسان عضو التكتل النائب أحمد الخير، الذي اعتبر أن جعجع يُحاول تنصيب نفسه "مرشداً روحياً للمعارضة"، ومشيراً إلى أنّه "عرّاب أسوأ تسوية رئاسية في تاريخ لبنان"، متّهماً إيّاه بمحاولة مصادرة الرأي السنّي السياسيّ في البرلمان، وذلك في تغريدة عبر "تويتر".
الخير يُشير في حديث لـ"النهار" إلى أن "الموقف الأخير صدر بالتنسيق مع نوّاب تكتّلَي "الاعتدال الوطني" و"النيابي المستقلّ"، وجاء بمثابة ردّ على استهزاء جعجع والاستخفاف بنواب التكتّلين من السنّة"، رافضاً التعاطي بهذه اللغة بين الأطراف السياسيّة القريبة من بعضها.
ويعتبر الخير أن "الموقف جاء في إطاره الطبيعيّ بعد التعرّض الشخصيّ الذي حصل"، إلّا أنّه أكّد أن "لا إشكالية مع "القوات اللبنانية" ونوابها الذين تجمعنا بهم علاقات ممتازة وثوابت واحدة، علماً بأن لا خلاف بالنسبة إلى الأمور الجوهرية التي نلتقي من خلالها مع "القوات"، بل بطريقة التعاطي مع الملفات التي يجب أن تبقى في إطارها التنسيقي بعيداً من توزيع التوجيهات".
يؤكّد كذلك أن هدف "الاعتدال الوطني" و"التكتل النيابي المستقل" إنهاء حالة الشغور الرئاسي في لبنان، بالرغم من أنهما على قناعة بأنّ ذلك لا يتحقّق إلّا من خلال الحوار وتلاقي معظم الكتل النيابية في المجلس، بعيداً من المواجهات والحروب.
"القوات" تردّ: مواقفهم لا تنسجم مع ناخبيهم
مصادر "القوات اللبنانية" ترفض السّجالات لأنها تعتبر أن لا طائل من المناكفات السياسية، إلّا أنها تُشير إلى موقف تكتّل "الاعتدال الوطني" وعدد من النواب السنّة المستقلّين، القاضي بالتصويت بأوراق ملغاة خلال انتخابات رئاسة الجمهورية، وترى أن هذا الخيار لا ينسجم مع تطلّعات اللبنانيين الذين انتخبوهم على أساس أنهم معارضون للسلطة، فيما يخدم تصويتهم فريق الورقة البيضاء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض النواب التغييريين.
وفي حديث لـ"النهار"، تؤكّد المصادر أن "القوات اللبنانية" تسعى لحشد الأصوات خلف المرشّح ميشال معوّص وجمع 65 صوتاً بهدف الدفع به إلى رئاسة الجمهورية لا أكثر ولا أقلّ، وجعجع لا يُحاول أن يكون عرّاباً للمعارضة كما يدّعي الخير، تختم المصادر.
"النهار"- جاد فياض
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|