هل تكرّر إسرائيل سيناريو الخداع؟..ضربة مفاجئة للبنان؟!
في خضم المفاوضات بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الإيراني، وقبل يومين من جلسة تفاوض كان من المقرر انعقادها في سلطنة عُمان يوم الأحد 14 حزيران، أقدمت إسرائيل في 12 من الشهر نفسه على تنفيذ ضربة عسكرية استهدفت مواقع نووية واستراتيجية، ونفّذت سلسلة اغتيالات طالت نخبة من العسكريين والعلماء الإيرانيين.
وبعد أيام، ومع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح إيران مهلة 15 يوماً للعودة إلى التفاوض، في إشارة ضمنية إلى أن واشنطن لن تدخل الحرب. لكن بعد 48 ساعة فقط على هذه الرسالة، نفّذت القاذفة الاستراتيجية B2 ضربة استهدفت المواقع النووية الإيرانية، في هجوم بدا مفاجئاً بل مخادعاً.
خداع ترامب… هل يتكرّر في لبنان؟
الإشارة إلى هذين المشهدين مهمة، لأنها تظهّر نمطاً في سلوك الرئيس ترامب يقوم على التضليل؛ يقول شيئاً ويُضمر نقيضه. والسؤال اليوم: هل يمكن إسقاط هذا السلوك على لبنان؟
هل ما يُحاط برسالة الموفد الأميركي توم براك يخفي في طياته خدعة، يُعدّ لها لتغطية ضربة إسرائيلية جديدة تستهدف حزب الله ولبنان، تُنهي الجدل حول الشروط الأميركية والاعتراضات عليها، وتفرض وقائع لا يمكن التراجع عنها؟
ب ألا يكون مفاجئاً، ولا مباغتاً، أن تنفّذ إسرائيل ضربات عسكرية تستهدف مواقع مدنية وعسكرية تابعة لحزب الله، تترافق مع تهجير واسع لسكان مناطق جنوبية إضافية.
في ظل اختلال كبير في ميزان القوى بين إسرائيل ولبنان، حتى بوجود حزب الله، قد تغري هذه الظروف تل أبيب بفرض وقائع جديدة تخدم دفتر شروط إسرائيلي قاسٍ، قد يصعب تفاديه لاحقاً.
خطر انفجار داخلي وفرض الاستسلام
هذه الفرضية ليست خيالية. قد ترى فيها إسرائيل فرصة لتحقيق أهدافها الآن: تهجير واسع لا رجعة فيه، إقامة منطقة عازلة في الجنوب، يليها تفجير داخلي لبناني، هدفه النهائي فرض استسلام كامل على حزب الله ولبنان.
مدخل هذا السيناريو قد يكون فشل حزب الله في التجاوب مع ورقة توم براك، أو تلكّؤ في التتفيذ إذا وافق رسمساً كما تقول الأخبار الواردة من محيطه. بل إن الضربة الإسرائيلية قد تأتي في لحظة غفلة، أو في توقيت يظن فيه الجميع أن الأميركيين مستعدون لتقديم تنازلات أو لتعديل شروطهم.
لا مؤشرات على انسحاب إسرائيلي
إذا كانت الحكومة الإسرائيلية لم تأذن بعد لمستوطني الشمال بالعودة إلى مستوطناتهم منذ حرب “الأسناد”، فإن على اللبنانيين عامة، وعلى الحكومة أولاً، وعلى حزب الله قبلها، أن يتحسبوا لاحتمال عدوان يُحضَّر في ليل إسرائيلي.
وعلى حزب الله، وقد ضاقت عليه الخيارات، أن يلوذ بالدولة، وفق شروطها لا شروطه، ومن دون تردّد.
فمشروع المواجهة العسكرية يبدو اليوم طريقاً مسدوداً، لا يحمل سوى كارثة إضافية، أول من سيدفع ثمنها هو الحزب… لا سواه.
علي الأمين - جنوبيه
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|