"ترويقة فلافل" وذكريات في سن الفيل... زيارة مفاجئة للرئيس عون (صور)
قالها نعيم قاسم.. رسائل تكشف قرار "حزب الله" القتاليّ
خلال خطابه الأخير قبل أيام قال الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بشكل مباشر إن "حزب الله حاضر وجاهز للمواجهة الدفاعية فيما لو اعتدت إسرائيل اعتداء نعتقد معه أن الأوان آن من أجل أن ندافع".
الكلامُ الذي نطق به قاسم لا يمكن أن يمرّ بشكل عادي، بل له دلالاته وانعكساته على "حزب الله" والداخل اللبناني بشكل خاص، كما أنه يمثل تحولاً فعلياً في استراتيجية "حزب الله" وانقلابها من مرحلة إلى أخرى.
إذا تمّ تفصيل كلام قاسم، سيتبين أنّ هناك 3 رسائل بارزة ظهرت، الأولى وهي موجهة للأميركيين الذين يتحرّكون عبر الوسيط توماس براك من أجل نزع سلاح "حزب الله"، ومفاد الرسالة أنَّ الأخير (أي الحزب)، متمسك حتى النهاية بسلاحه حتى وإن كان الضغط كبيراً من خلال إعطاء مهل لمدة 90 يوماً تقريباً، يجب خلالها تنفيذ عملية "حصر السلاح" وسط مخاوف من إمكانية انهيار الهدنة الحالية بين لبنان وإسرائيل.
في الواقع، فإنَّ كلام قاسم عن التمسك بالسلاح معروف وعادي وليس جديداً، لكن الرسالة الثانية التي برزت هي الأكثر محورية، وتتصل بقول قاسم إن "الحزب حاضر للمواجهة الدفاعية". فعلياً، هنا الكلامُ يحمل دلالات مهمة أولها أن الحزب حصر نشاطه بـ"الدفاع" وليس بالهجوم بعكس ما كان يخطط له سابقاً قبيل بدء حرب الإسناد لغزة في 7 تشرين الأول 2023. حينها، كان "حزب الله" يخطط لـ"غزو الجليل"، ما يشير إلى أن وظيفة الحزب كانت هجومية، لكن ما يظهر اليوم هو أن قاسم تبنى النظرية الدفاعية حصراً وبالتالي التخلي عما هو سابق.
بشكل أو بآخر، قد يكون هذا القرار قد ارتبط بقناعة لدى "حزب الله" مفادها أنَّ شعاره لـ"غزو الجليل" والذهاب بعيداً في عمليات هجومية ضد إسرائيل، غير قابل للتطبيق لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. أيضاً، قد تكون اللغة المستخدمة "تفاوضية" وبمثابة بلاغ لأميركا وإسرائيل بأن "حزب الله" يلتزم حدود لبنان، فيما التهديد الذي كان سابقاً عبر غزو يكرر تجربة 7 تشرين الأول 2023 في غزة مع حركة "حماس" وإسرائيل، قد تبدّد تماماً.
لهذا السبب، فإن كلام قاسم يُعد مفصلياً، في حين أنه يفتح الباب أمام نقاش فعلي عن مدى قوة "حزب الله" التي بقيت بعد الحرب، فوضعها هو الذي يحدد مدى قدرة الأخير على التصدي لأي عدوان.
لكن في المقابل، هناك الرسالة الثالثة التي أطلقها قاسم وتتصل بالحادثة أو الاعتداء التي قد تدفع "الحزب" للتدخل. المسألة تحمل تفسيرين، الأول وهو أن "حزب الله" قرر فعلاً خوض مواجهة جديدة رغم الخسائر، وذلك في حال وجد أنها "محرزة" لفتح جبهة، فيما التفسير الثاني يفيد بأنَّ "حزب الله" قد يبقى ملتزماً بالسياسة الدفاعية فيما ستكون التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل داخل لبنان، هي مسرح القتال الذي قد يخطط له "حزب الله"، وذلك على قاعدة مواجهة احتلال داخل لبنان.
في خلاصة الأمر، يمكن القول إن "حزب الله" بات أمام مرحلة جديدة، وما بدأ مع أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله انتهى برحيله. أيضاً، فإن كلام قاسم هو بمثابة دليل على مرحلة جديدة يريدها الحزب بعد كل ما مرّ به من استحقاقات مصيرية ووجودية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|