محليات

مي شدياق : عملوني شقفتين… وبدن يحطولن صورتين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دقائقُ بعد تفجير ٢٥ ايلول ٢٠٠٥... كانوا مرتاحين، يترقّبون الخبر الذي كتبوه بالبارود، وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الاخيرة... الا انها غَدَرت بهم. جمعت مي شدياق في ٢٦ ايلول أجزاءها التي لم يتمكّن منها القتلة، ووقفت كما لم تقف يوما، على رِجل واحدة إنما بصوتٍ أعلى وابتسامة حارقة لتزعجهم وتقضّ مضاجعهم، اينما كانوا، "ولو تحت سابع أرض"...

مرّت سنوات طوال، عدّيناها نحن بالأيام، لكنها عدّتها بالدقائق والثواني على الأرجح... حملت فيها مَي وزرا ثقيلا، جسديّا بالتأكيد، إنما أيضا نفسيّا، فرؤية القاتل يتربّص بالأحرار، ويهدّد ويتوعّد من دون محاسبة، كانت ربما الأكثر إيلاما... إلا أن "الله كبير، واللي ما فيك عليه، تروك الله عليه"، تقولها بإيمانٍ لم يخفت يوما، وها هي اليوم أقوى ربما من أي وقت مضى بعدما "برم الدولاب والزمان"، وفق تعبيرها.

تغيّر المشهد في المنطقة في الأشهر الأخيرة، ونال لبنان وسوريا الحصة الاكبر... فحزب الله هُزم، وبشار الأسد هرب، وها هي مَي على عتبة العشرين عاما من محاولة اغتيالها، تتسلح بالإيمان "اللي بيثابر بيوصل، فالمرتكبون واجهوا مصيرهم، وكلّ شيء تغيّر عما كان عليه في الماضي، والعدالة الإلهية هي التي خطّت المتغيرات"، وفق قولها، وتضيف في حديث لموقع mtv: "أنا لا أشمت بأحد إنما حملة التهكم والتنمر التي تعرضت لها لم يسبق لها مثيل، ما في إجرام وسفالة أكتر من هيك... والتجبّر آخرتو عاطلة".

تنظرُ مَي بحذر إلى المرحلة المقبلة، فهي إذ تصف قرارات الحكومة اللبنانية في 5 و7 آب بأنها على مستوى جيد جدا، إلا أنها تشدد على أن العبرة بالتنفيذ. نسألها إن شُفي غليلها وعمّ تتوق إليه بعد، فتجيب: "يصلني حقّي حينما يتساوى اللبنانيون امام الدولة والقضاء، وحينما يبطلُ الاستقواء بالسلاح والاستعلاء، وحينما يُصار إلى الالتزام بالقرارات الدولية، وحينما يسلّم حزب الله سلاحه كاملا، ونتمكن أخيرا من بناء دولة المؤسسات، فتدوير الزوايا القائم هو لتحاشي التصادم، غير أن الوقت ليس لصالحنا ولصالح البلد".

وتضيف: "لستُ على اطّلاع بتفاصيل خطة الجيش لنزع السلاح، لكنني مستعجلة، رأفة بمصير كل اللبنانيين، خصوصا أهل الجنوب الذين هم أكثر من يتأذّون نتيجة القصف الإسرائيلي ويسقط منهم الابرياء، فالتزام القرارات الدولية يُنقذ الجميع".

عصر الخميس 25 أيلول، عند الساعة السادسة، ينظم جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية الذكرى العشرين لمحاولة اغتيال مي شدياق في الاشرفية، وهي محطّة وجب التوقف عندها لما تحمل من ذكريات ومسار طويل من التعب والنضال، من الألم والأمل، من الانكسار ربما، إنما من الانتصار طبعا، وتقول ميّ: "20 سنة منّا كلمة بالتمّ، ووجب إحياء الذكرى خصوصا مع كل المتغيّرات التي طرأت، خصوصا ان من حاول اغتيالي معروف".
عصر الخميس 25 أيلول، عند الساعة السادسة أيضا، مشهدٌ مختلف كليا في الروشة... حزب الله يتهيأ لإضاءة الصخرة بصورتين للسيدين حسن نصرالله وصفي الدين في الذكرى الأولى لاغتيالهما، رغم إصدار رئيس الحكومة نواف سلام تعميما "إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة في شأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة"، وطلب فيه سلام "التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة".

نسألها عن هذه المشهدية المتناقضة وعن رأيها برفع صورتي نصرالله وصفي الدين على صخرة الروشة، فتقول: "انا صرت شقفتين.. وهني بهالنهار بالذات بدّن يحطولن صورتين"... وتتابع: "هم يظنون أنهم بحياتهم كما مماتهم أهمّ من الآخرين، هم لا يهتمّون لمشاعر أحد، ولا لما يقوله رئيس الحكومة، لا بل يظنون أن الدولة كلها تسير وفق أهوائهم، وها هم بعد أن اتهمتهم المحكمة الدولية باغتيال رفيق الحريري زعيم بيروت، يعودون لتحدّي الجميع في بيروت نفسها.. فكيف لنا أن نبنى دولة معهم؟ هم الذين يصرّون على نهج التفرقة".

الخميس 25 أيلول، بين الروشة والاشرفية، مساران متناقضان... يعكسان لبنانان مختلفان ورؤيتان متناقضتان. الأولى فجرّت البلد بناسه كرمى عيونٍ خارج الحدود، والثانية فُجّرت لأنها لا تشيح بنظرها عن السيادة والحرية داخل الحدود.
مساران متناقضان، إلا أن الحقيقة واحدة، بعض البشر ناقصون ولو بانوا كاملين، والبعض الآخر من شموخهم تعرفهم، سياديون أحرار ولو بانوا في عيونٍ ناقصين… ومي شدياق دليلاً.

سينتيا سركيس- mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا