جولات باسيل وفشل الحملات… ومرشّح لـ "الحزب" لا "التيّار"
أثير كلامٌ كثير، في الأيّام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن جولات رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل المكثّفة على المناطق.
سبق لجولات باسيل، في السنوات الأخيرة، أن أدّت الى ردود أفعالٍ كثيرة بلغت حدّ إقفال طرقات وحصول إطلاق نار ووقوع ضحايا، بالإضافة الى فتح جدالٍ كبيرٍ حول مواقف أطلقها. لم يحصل ذلك كلّه في الفترة الأخيرة، بل، على العكس، تراجع الاهتمام السلبي والإيجابي في آن بهذه الزيارات، إذ نلحظ أنّ الحضور الشعبي فيها متواضع دائماً، تماماً كما لم يعد معارضو باسيل مهتمّين بالتظاهر أو التعبير عن الاعتراض على استقباله في مناطقهم.
ولعلّ واحدة من عناصر الاهتمام بباسيل، منذ باشر العمل السياسي، هو أنّه شخصيّة إشكاليّة ومثيرة للجدل، لكنّه بدأ يفقد هذه "الميزة" في السنوات الأخيرة، فما عادت مواقفه تثير جدلاً أو انتشاراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما كان يحصل في السابق. واللافت هنا أنّ جمهور القوات اللبنانيّة، وهو الخصم السياسي الأوّل لـ "التيّار"، بات أقلّ اهتماماً بمواقف وحركة باسيل، كما أنّ مسؤولي "القوات" يتجنّبون الظهور في برامج تلفزيونيّة مع مسؤولين "عونيّين" لأنّهم يعتبرون أنّ الدخول في جدلٍ مع هؤلاء يعطيهم مصداقيّةً فقدوها.
ولأنّ الشيء بالشيء يُذكَر، لا بدّ من التوقف عند الحملة التي شنّها فريق باسيل في الأيّام الأخيرة على النائب ابراهيم كنعان، على خلفيّة العشاء الحاشد الذي أقامه مساء السبت، والذي يُعتبر افتتاحاً لمعركة كنعان الانتخابيّة، ومعه نائب رئيس المجلس النواب الياس بو صعب، الذي سمّاه كنعان "الحليف والصديق"، في إشارة الى تحالفهما معاً في الانتخابات النيابيّة المقبلة.
فطيلة أسبوعين، وحتى يوم أمس، عملت ماكينة باسيل على فبركة عشرات المقالات والأخبار ووزّعتها على مواقع الكترونيّة وصفحات مستحدثة، بهدف التقليل من أهميّة العشاء والتركيز على فشله، بل تزوير عدد المشاركين فيه وتخفيضه الى ثلث العدد الحقيقي!
إلا أنّ هذه المحاولات باءت كلّها بالفشل، ما يشكّل دليلاً إضافيّاً على أنّ الانضباط "التيّاري" تراجع كثيراً، بدليل مشاركة ناشطين ومناصرين في عشاء كنعان، من دون أن يقدّموا استقالاتهم حتى اليوم من "التيّار"، اعتراضاً منهم، من بين أسبابٍ أخرى، على الأسماء التي يُتداول بها لترشيحها في الانتخابات النيابيّة المقبلة، وهي بعيدة، في الوزن السياسي والحضور الشعبي والثقل التشريعي، عن وزنَي بو صعب وكنعان اللذين سيكثّفان، في الفترة المقبلة، نشاطهما المتني وخدماتهما، في وقتٍ يقتصر نشاط "مرشّحي باسيل" على التسابق لإرضائه، علماً أنّ أحد هؤلاء أقرب الى حزب الله وسلاحه وعقيدته وممارساته الميليشياويّة منه الى التيّار الوطني الحر، ومع ذلك قد يرشّحه باسيل في المتن.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|