خطة ترامب تكشف حزب الله

بات بحكم المؤكد بروز تياريّن داخل قيادة حزب الله بعدما انتقد أمينه العام نعيم قاسم خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن غزة لتعود قيادة الحزب وتصدر بيانًا ترحب وتؤيد موقف حركة حماس بقبول الخطة بعد أقل من 24 ساعة فقط على كلمة قاسم.

الى جانب الانقسام العمودي والتصدّع داخل قيادة الحزب الذي برز في التباين في المواقف، كشفت خطة ترامب وموافقة حماس عليها ضعف الحجة التي يتلطى وراءها الحزب لتأخير عملية سحب سلاح الفصائل الموالية للمحور داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتاليًا تتوقع مصادر معنية عبر Kataeb.org أن تستكمل قريبًا جدًا عملية تسليم الاسلحة المتبقية داخل المخيمات للجيش اللبناني والعائدة للفصائل المنضوية تحت لواء الحزب الى جانب فصائل منظمة التحرير التي تجاوبت منذ البداية مع مقررات الاجتماع المشترك بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس في زيارته لبنان.

إذًا موافقة حماس على خطة ترامب أربكت حزب الله الذي ساند غزة منذ بداية عملية طوفان الاقصى وتركته وحيدًا في مواجهة اسرائيل جراء التحوّل الاخير في مواقف الحركة فما أصاب الحزب من 8 تشرين حتى اليوم سببه تلك المساندة.

من جهة أخرى، يعتبر المراقبون أن اضطرار حماس للموافق على خطة ترامب بما فيها تسليم السلاح في غزة سينسحب تلقائيًا على الوضع داخل المخيمات في لبنان، وبالتالي يتوجب على الحركة التوقف عن المماطلة والبدء فورًا بتسليم ترسانتها العسكرية التي كانت "الشماعة" التي يعتمد عليها الحزب كذريعة من الذرائع لعدم تسليم سلاحه.

كما يشير المراقبون الى أن اعتماد لبنان كساحة بديلة لحماس بعد غزة غير وارد اليوم لاسيّما بعد التجارب الكارثية السابقة، وبالتالي من الأجدى تسليم السلاح للقوى الامنية الشرعية انسجامًا مع مقررات السلطة الفلسطينية والقرارات الدولية ذات الصلة بما فيها 1701 و1559.

هذا وتشير المعلومات الى أن الحوار مستمر بين الدولة اللبنانية وحركة حماس حول مسألة تسليم السلاح بعدما اتخذ القرار اللبناني – الفلسطيني ولم يعد هناك من خيار أمام الفصائل سوى الالتزام به.