كيف سيصرف "القوات" و "الكتائب" تحالفهما السياسي انتخابياً؟
يمهد اللقاء الذي عُقد مؤخرا بين رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، ومعاون رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" للشؤون السياسية والإنتخابية سيرج داغر، لانطلاق التنسيق الانتخابي بين الطرفين، بعد اعلان جعجع مؤخرا انطلاق الموسم الانتخابي، ودعوته "القواتيين" للاستنفار لخوض معركة "وجودية".
وستكون الانتخابات المقبلة في أيار 2026 محطة أساسية في العلاقة بين الحزبين، اللذين تدهورت علاقتهما في العام 2016 ، بعد سير معراب بالتسوية السياسية التي أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، لتشهد وقتذاك على سجالات مباشرة وحادة بين القيادات والمحازبين.
وفي أيلول 2023 دخلت العلاقة بينهما منحى جديدا، بعد تلاقيهما مع باقي القوى، التي تُعرّف عن نفسها اليوم بـ "السيادية"، في الملف الرئاسي لمواجهة وصول مرشح حزب الله وحركة "أمل" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. وصحيح أن قيادتي الحزبين لم تجريا أي مراجعة أو مصالحة، إلا أن توالي الاستحقاقات وخوضهما معا، أدى إلى ترسيخ هذه العلاقة والتحالف السياسي الموسع من جديد، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول كيفية صرف هذا التحالف والتلاقي انتخابيا.
ويعتبر الخبير الانتخابي انطوان مخيبر "أن لا توازن بين قوة "القوات" الشعبية وبين قوة "الكتائب"، فالأولى أكبر بكثير، وبالتالي فانه قد يكون للصيفي المصلحة الاولى بالتنسيق الانتخابي مع معراب، وهنا لا يمكن الحديث عن مصلحة بالمطلق بخوض الانتخابات على لوائح موحدة، فلكل دائرة خصوصيتها".
ويفنّد مخيبر لـ"الديار" سيناريوهات خوض الحزبين المعركة الانتخابية عام 2026:
- "في المتن مثلا لا مصلحة لهما بخوض المعركة معا، لأن في هذه الدائرة فقط قوة "الكتائب" توازي قوة "القوات"، أو حتى قد تكون أكبر، ولذلك الأفضل لهما الوجود على لوائح متنافسة".
- في بعبدا، حضور "الكتائب" يشكل حوالى 3 آلاف صوت، وبالتالي لا امكان لديهم للحصول على حاصل، حتى لو تحالفوا مع شخصيات محسوبة على ما يُعرف بـ "الثورة". وبالتالي هنا لديهم مصلحة بالتحالف مع "القوات" و "التقدمي الاشتراكي"، خاصة إذا قررت معراب أن تمنحهم مقعدا مارونيا هنا.
- في دائرة جبيل كسروان ، لدى "القوات" إمكان تأمين حاصلين انتخابيين، وإذا خاضوا المعركة على لائحة واحدة مع "الكتائب"، قد يتمكنون من الحصول على ثلاثة حواصل، خاصة إذا ضموا إلى اللائحة شخصيات قادرة على تأمين أصوات إضافية.
- في دائرة البترون - الكورة - بشري، الكتائب وحدهم غير قادرين على خوض معركة رابحة، وبالتالي في هذه الدائرة وجودهم على لائحة واحدة مع "القوات" مفيد للحزبين.
- في طرابلس وعكار من غير المفيد خوض المعركة على لوائح موحدة".
- في الشوف- عاليه، وجودهما على لائحة واحدة من شأنه أن يضمن "للكتائب" مرشحا في عاليه ، في حال وافقت "القوات".
- في بيروت الأولى، إذا لم يخض نديم الجميل المعركة إلى جانب انطون الصحناوي، ستكون مصلحته أن يكون على لائحة مع "القوات" لأنه بنهاية المطاف بحاجة إلى حاصل.
- في زحلة، وجود "الكتائب" و"القوات" على لائحة واحدة، يخدم "الكتائب" بشكل أساسي.
- في جزين والبقاع الغربي، فالتحالف الانتخابي مع بعضهما بعضا قد يكون مفيدا لهما".
ويخلص مخيبر الى أن "الكتائب موزعين في اكثر من منطقة ودائرة، ولكن أرقامهم لا تساعدهم في تأمين حواصل، ما يعني أن لديهم مصلحة في القسم الاكبر من الدوائر، في خوض المعارك الانتخابية بصف "القوات"، الذي ستعود له الكلمة النهائية في هذا المجال، لأنه الأقوى شعبيا".
بولا مراد-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|