بعد لحظات من سريانه.. غارات إسرائيلية تخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
عودة الحريرية إلى الميدان السياسي: تحرّك انتخابي بلا قرار مركزي
يُعيد المشهد الانتخابي في لبنان فتح النقاش حول موقع "تيار المستقبل" واحتمال عودته إلى المشاركة في الاستحقاق النيابي المقبل، بعد الانسحاب الكامل الذي سجّله من الحياة السياسية. المعطيات تشير إلى أن التيار، أو بالأحرى شخصيات أساسية منه، بدأت فعلياً التحضير لخوض المعركة في أكثر من دائرة، ولكن من خارج الإطار الرسمي الحزبي للتيار.
بحسب مصادر مطّلعة، فإن النائب السابقة بهية الحريري اتخذت قراراً مبدئياً بالترشح في دائرة صيدا-جزين، وقد بدأت فعلاً بإعادة تشغيل ماكينتها الانتخابية، وتشمل فريقها التنظيمي الى عدد من المستشارين، كما أطلقت ورشة تحضير لوجستية في منزلها في الجنوب لمواكبة الاستحقاق. وتضيف المصادر عبر "النشرة" أن الحريري باشرت اتصالاتٍ أولية لاستطلاع إمكان نسج تحالفاتٍ انتخابية، علماً أن مشاركتها في الانتخابات المقبلة، إذا حُسمت، ستُعيد رسم المشهد السياسي في دائرة صيدا-جزين بالكامل.
التحركات اللوجستية تترافق مع مسعى سياسي واضح لإعادة تثبيت حضور التيار في الجنوب، ولو من دون غطاء رسمي من سعد الحريري، الذي ما زال خارج الحياة السياسية، وبحسب المصادر فإن عودة الحريري إلى الترشح ستعني أولاً عودة الثقل التنظيمي والسياسي للحريرية إلى الجنوب، بعد فراغ تركه غيابها وغياب سعد الحريري في الانتخابات الماضية، ما سيفعّل تحريك جمهور "المستقبل" التقليدي في صيدا، ويضع القوى المحلية أمام إعادة حسابات دقيقة.
في المقابل، دخولها المعركة سيؤثر على ميزان المنافسة بين القوى المسيحيّة في جزين، إذ ان اللائحة التي ستقودها أو تدعمها ستمتلك قدرة جذب واسعة في الشارع السني، ما يفرض على الأطراف المسيحية -سواء التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية- التعامل مع وجودها كعامل حاسم في أي تحالف محتمل، كما أن تحركها سيُربك القوى المعارضة في المدينة التي بنت جزءاً من قوتها على غياب البيت الحريري، إذ ستواجه صعوبة في الحفاظ على حضورها.
في موازاة ذلك، تتحدث معلومات عن نيّة أحمد الحريري خوض الانتخابات النيابية في بيروت، مستفيداً من البنية التنظيميّة التي حافظ عليها خلال السنوات الماضية. هذه الخطوة، في حال نُفِّذت، ستكون بمثابة عودة غير رسمية للتيار إلى العاصمة، حيث ما زال جزء من القاعدة الشعبية يعتبر نفسه منتمياً إلى "الحريرية السياسية"، رغم الانقسام الحاصل في المزاج السني، وهو ما سيؤثر على عدد من النواب الحاليين.
اللافت في بيروت أيضاً بروز اسم شخص من آل هاشمية، ينشط منذ فترة في إطار مشروع سياسي يطمح لتشكيل قوة سنية جديدة لا ترتبط مباشرة بعائلة الحريري الذي كان يمتلك معها علاقات مميزة. ووفق مصادر متابعة، فإنّ هاشمية يسعى لتوسيع قاعدته التنظيمية عبر تواصلٍ مع مجموعات شبابية "مستقبلية" وغير "مستقبلية" ومجتمع مدني، بالإضافة إلى تحسين علاقته بأطراف عربيّة، علماً أن طموحه يتخطى النيابة.
في المقابل، بدأ عدد من الشخصيات والنواب السابقين المحسوبين على "المستقبل" التواصل فيما بينهم لبحث إمكان تشكيل لوائحٍ مشتركة أو التحالف مع قوى أخرى، خصوصاً في الشمال والبقاع الغربي. هذا الحراك يعكس إدراكاً لدى هؤلاء بأنّ العودة إلى المشهد النيابي تتطلب مبادرة ذاتية بعيداً عن انتظار قرار مركزي من سعد الحريري.
سياسياً، تتابع القوى المحلية والإقليمية هذا الحراك بتمعّن، لما له من تأثير مباشر على التوازن داخل البرلمان المقبل. فعودة التيار، حتى بوجوه محدودة، تعني إعادة ضخّ تمثيل سياسي سني كان شبه غائب، ما يغيّر في حسابات القوى الأخرى، خصوصاً الخارجية.
حتى الساعة، لا قرار رسمياً باسم "تيار المستقبل" بخصوص الانتخابات النيابية، لكن المؤشرات كلها تدل على أن القواعد التنظيمية القديمة عادت إلى الحركة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تموضع تدريجيّة في أكثر من دائرة، ما يعني أنّ السؤال لم يعد عمّا إذا كان "المستقبل" سيعود، بل بأي شكلٍ ومن خلال أيّ وجوه.
محمد علوش-النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|