الأزمة تتفاقم… وتحذير قبل فوات الأوان: إقرار الزيادات أو لا امتحانات!
فعاليات "حزب الله" تُقلق صيدا وتهدّد الهويّة الوطنية
تشهد مدينة صيدا في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي ينظمها "حزب اللّه" تحت شعار "أنا على العهد". ورغم الطابع الشبابي والثقافي لبعض هذه الفعاليّات، إلّا أن أبعادها السياسية واضحة، ما يثير تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على التوازن الاجتماعي في المدينة، التي لطالما شكّلت رمزًا للاعتدال ورفض الطائفية والانفتاح الوطني.
تأتي هذه التحرّكات ضمن سعي "الحزب" لتعزيز حضوره المباشر في المدن الكبرى، مستهدفًا الشباب والعائلات عبر واجهات ثقافية واجتماعية، ما يضع صيدا أمام تحدٍ جديد للحفاظ على هويّتها وخصوصيّتها الاجتماعية والسياسية. وتؤكّد المصادر المحلّية أن هذه الأنشطة لم تعد مجرّد مبادرات عابرة، بل أصبحت جزءًا من مسعى منظم لتعزيز الحضور والنفوذ داخل المدينة.
كلّ فعالية تُقام تحمل بعدًا سياسيًا يسعى للتفاعل مع المجتمع الصيداوي عبر واجهات جذابة، ما يعكس استراتيجية واضحة لاستقطاب شرائح مختلفة من المجتمع. وقد برز هذا التوجّه بوضوح خلال نشاط أُقيم مؤخرًا في السوق التجارية من دون أي تنسيق مسبق أو ترخيص رسميّ من بلدية صيدا، ما اعتُبر تجاوزًا للأطر القانونية وأثار نقاشًا واسعًا حول دور المؤسسات الرسميّة في الحفاظ على النظام العام وتنظيم الفضاءات العامة.
مساعي "حزب اللّه" لترسيخ حضوره السياسي والشعبي
أفادت مصادر صيداوية مطّلعة لـ "نداء الوطن" أن حفل إزاحة الستار عن الجدارية العملاقة عند المدخل الجنوبي للمدينة، والتي تُظهر صورتي الأمينين العامين السابقين لـ "حزب اللّه" حسن نصراللّه وهاشم صفي الدين، مثّل نموذجًا واضحًا للنهج الذي يتبعه "الحزب". فقد حمل الحدث رسائل سياسية محدّدة تهدف إلى ترسيخ حضوره في صيدا وتعزيز رمزيته السياسية، إلى جانب جذب الانتباه الإعلامي وإشراك الفئات المحلية في الفعاليات لتعزيز التأثير الشعبي.
وحضر الفعالية النائب علي فياض، إلى جانب جواد نصرالله وياسر عباس الموسوي، ما أكّد سعي "الحزب" لتثبيت نفوذه السياسي والشعبي عبر قياداته. في المقابل، لوحظ غياب نائبي صيدا، أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، ما أضاف بعدًا سياسيًا مهمًا يعكس الانقسامات المحتملة في المشهد المحلّي.
النشاطات الفنية وتباين ردود الفعل
في الجانب الفني، أثارت فعالية كشافة الإمام المهدي ردود فعل متباينة، خصوصًا لعدم حصولها على ترخيص رسميّ من البلدية. رأى البعض أن الحدث شكّل محاولة صريحة لفرض حضور حزبي على الفضاء العام، بينما تداول ناشطون بيانًا مجهول المصدر يعكس امتعاض الأهالي، مؤكّدين رفض صيدا التحوّل إلى منصة لتصفية الحسابات الحزبية أو استعراض النفوذ السياسي.
يعكس هذا التباين وعي المجتمع المحلّي بالمخاطر المرتبطة بالاستغلال السياسي للفضاء العام، ما يجعل متابعة التنسيق بين المجتمع المدني والبلدية أمرًا حيويًا. وأوضح البيان أن المدينة عانت خلال السنوات الماضية من سياسات التهميش ومحاولات المساس بوحدتها، مؤكّدًا حرص أبناء صيدا على الحفاظ على أمنها واستقرارها وسِلمها الأهلي.
دور بلدية صيدا
أكّد عضو المجلس البلدي في مدينة صيدا، رامي بشاشة، لـ "نداء الوطن"، أن البلدية تحرص على البقاء خارج أي اصطفافات سياسية، مشدّدًا على اعتزاز أهالي المدينة بالاعتدال والانفتاح الوطني. وشدّد بشاشة على ضرورة التزام الجهات الحزبية والجمعيات الأهلية بالإجراءات القانونية واستحصال التراخيص الرسمية قبل أي نشاط، حفاظًا على أمن المدينة وسلامة المشاركين، وتجنبًا لتحويل أيّ فعاليّة إلى ساحة انقسام أو وسيلة لاستعراض النفوذ الحزبي. كما أضاف أن التنسيق بين البلدية والمجتمع المحلي يضمن حماية النظام العام ويعكس التزام المؤسّسات الرسمية بصون الهوية الصيداوية.
تحدّيات الحفاظ على الهوية الصيداوية
في ضوء هذه التطوّرات، يظلّ الشارع الصيداوي يقظًا وحريصًا على صون هويّته وخصوصيّته السياسية والاجتماعية. فالوعي الشعبي والمؤسّساتي معًا يشكّل خط الدفاع الأول ضد أي محاولات لاستغلال الفضاء العام لأغراض حزبية. وتظلّ رسالة أهالي صيدا واضحة: الحفاظ على الوحدة الوطنية، وصون الانفتاح والاعتدال، ورفض الخطابات الطائفية التي طالما ميّزت المدينة، هي أولوية لا مساومة عليها، لضمان استمرار إرثها وهويّتها التي يعتز بها كل أبنائها.
طارق أبو زينب - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|