لبنان يتعايش مع المتغيّرات بالإكراه فهل يعتاد وينجح قبل فوات الأوان؟
يقف لبنان الآن أمام مفترق طُرُق غير سهل أبداً. فهو يخرج بالإكراه، وليس بخياره الحرّ الخاص، من حقبات قديمة اعتاد خلالها على لغة سياسية معينة، سواء في التعبير عن قضايا الداخل، أو عن مشاكل الإقليم والخارج. وكم كان عدد المسؤولين الببّغائيين كبيراً قبل سنوات وعقود، وهم أولئك الذين كانوا يردّدون ما يتلقّونه من تعليمات وتوجيهات وتصريحات، وذلك الى أن يتمّ تسييرهم في اتّجاهات أخرى.
تعديل... تحديث...
الوضع لم يختلف كثيراً اليوم، مع فارق أساسي، وهو أن المنطقة تغيّرت وتتغيّر في شكل هائل، والعالم أيضاً، وهو ما يضع لبنان أمام مُفتَرَق طُرُق جديد، بالإكراه، وبموازاة مشكلة أساسية، وهي أن الداخل اللبناني لا يتغيّر.
فكثير من الببّغائيين لا يزالون موجودين في السلطة، فيما بات بعضهم يصرّح ويتحدّث بموجب مخزوناته السياسية القديمة، وسط عجز عن إحداث أي تعديل أو تحديث، نظراً لغياب الرعاية والتوجيهات القديمة التي تمتلك أُسُس التعديل والتحديث.
وبين التغيير الحاصل من دون أن ينتظر لبنان، والواقع المحلّي العصيّ على التحديث ولو بحدّ أدنى، يقف بلدنا أمام مُفتَرَق الطُّرُق الجديد، وسط عجز تامّ عن القيام بأي خيار حرّ، وهو ما يهدّد بصدمه عندما ستتسارع سرعة السائقين مع مرور الوقت.
تركه لمصيره؟
أكدت أوساط سياسية أن "الرسائل الأميركية التي وصلت وتصل الى لبنان منذ توقيعه اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، وحتى الساعة، واضحة جداً، وهي إما تسيرون بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وإما ستُضطّرون الى أن تدبّروا أنفسكم لوحدكم".
وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا شروط مطلوبة من لبنان سوى تلك التي تُلزمه بتأسيس دولة فعلية، أي التخلُّص من السلاح غير الشرعي. وإذا تخلّف عن هذا الواجب رغم الدعم المُعطى له، فسيُصبح (لبنان) مُهدَّداً بأن يُترَك لمصيره. وتركه لمصيره من دون دعم واحتضان دولي، يعني المزيد من التقهقر، ومن التفاعل مع الأزمات والمشاكل، ومن تضييع الفرص. وهذا يضعنا في مصاف الدول المتخلّفة عن كل شيء بين دول الشرق الأوسط".
القطار أو المشاكل
وشددت الأوساط على "عدم وجود استراتيجيا لدى أي جهة خارجية لتقوم هي بإصلاح الأوضاع في لبنان رغماً عن اللبنانيين. وهو ما يعني أن مستقبل البلد موضوع بين أيدي اللبنانيين وحدهم".
وختمت:"الخيار المتروك أمامنا هو ذاك الذي يقول إما تصعدون الى قطار التطور والاستقرار والازدهار، وإما دبّروا أنفسكم ولبنان بما أنتم فيه، أي بالأزمات والمشاكل. فهذه هي الخيارات المُتاحَة أمامنا".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|