الصحافة

"رئيس السلام"؟ ...ترامب يُلوّح بتسوية كبرى في أوكرانيا بعد ملف غزّة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في مشهد يعكس نقطة تحوّل في الاستراتيجيّة الأميركيّة على الساحة الإقليميّة والدوليّة، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلمة تاريخية في الكنيست، أمس، حمل في طياتها إشارات واضحة إلى المرحلة المقبلة من سياسة البيت الأبيض، والتي يبدو أنّها ستنتقل بثقلها من ملف غزة إلى الحرب الروسيّة - الأوكرانيّة، في محاولة لإرساء السلام في بؤر النزاع العالميّة.

هذا التوجّه لا يقتصر على طموحات سياسيّة، إنّما يُشكّل جزءاً من مشروع متكامل يسعى من خلاله ترامب إلى إنهاء ولايته بصورة "رئيس السلام" الذي تمكّن من إطفاء نيران الحروب وتغيير قواعد اللّعبة في الشرق الأوسط والعالم.

الدكتور سامي نادر، مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجيّة، أضاء في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" على هذا التحوّل، مشيراً إلى أنّ الدبلوماسيّة الأميركيّة اليوم تملك زخماً دولياً غير مسبوق، وتحظى بدعم واضح من أغلبية الدول الفاعلة على الساحة الدولية، ما يمنحها قدرة أكبر على التأثير في مسار الحرب الروسيّة - الأوكرانيّة، ممّا يُعزّز فرص إنهائها عبر تسوية سياسيّة واقعيّة.

ويرى أنّ أولويات واشنطن، بحسب ما لمّح إليه ترامب في كلمته، باتت تميل بوضوح نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لا سيّما بعد انتهاء المعارك في غزّة، مشدداً على أنّ كل المحاولات السابقة لاحتواء روسيا أو التفاوض معها لم تُفضِ إلى نتيجة ملموسة، وهو ما دفع الإدارة الأميركيّة إلى إعادة تقييم المقاربة، ووضع الملف الأوكراني في صدارة جدول الأعمال الدولي، مع ما يتطلبه ذلك من أدوات مختلفة عن تلك المستخدمة في نزاعات الشرق الأوسط، نظراً لطبيعة روسيا كقوّة نوويّة عظمى.

ويلفت نادر إلى ضرورة التمييز بين الحالة الأوكرانيّة ونزاع غزّة، إذ لا يمكن إسقاط النموذج ذاته على الحالتين، باعتبار أنّ روسيا "هي" من تجاوزت القانون الدولي عبر اجتياحها الأراضي الأوكرانيّة، بينما في غزّة، فإنّ الدعم الدولي لإسرائيل كان محصوراً، سيّما من قبل إدارة ترامب، ورغم ذلك تمكّن من إنهاء الحرب، ما يعكس قدرة القيادة الأميركيّة على فرض واقع جديد متى توافرت الإرادة السياسيّة.

المجتمع الدولي اليوم، بحسب نادر، يقف بغالبيته إلى جانب أوكرانيا، ويتلاقى مع الولايات المتحدة في الهدف المتمثّل بإنهاء الحرب ووقف النزف المستمر على الجبهة الشرقية لأوروبا، هذا التوافق يمنح فرصة واقعيّة لبلورة تسوية مرتفعة السقف، قد لا تُرضي جميع الأطراف بالكامل، لكنّها قد تشكّل لحظة مفصليّة في مسار الحرب المستمرّة منذ سنوات.

في ضوء المستجدات الأخيرة، يبدو أن إدارة ترامب تسعى لترسيخ إرث دبلوماسي استثنائي، يقوم على إنهاء الحروب، وتطويع التوازنات الدوليّة لصالح الاستقرار بدل الفوضى، فمن غزّة إلى أوكرانيا، تتقدّم رؤية سلام تُبنى على الواقعيّة السياسيّة والزخم الدولي، فهل ينجح "أبو إيفانكا" في دخول التاريخ كصانع سلام عالمي في نهاية ولايته؟.

كارين القسيس-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا