بعد انتقاد جعجع لبرّي... هل أصبح هدف "السياديين" موقع الرئاسة الثانية؟
معضلة "الخواتيم" في لبنان
لا ملف في لبنان يصل إلى "خواتيمه السعيدة"، لا الملفات القديمة ولا الملفات الحديثة. في الماضي كانت "اللجان مقبرة المشاريع"، اليوم "لبنان مقبرة الملفات":
يقبع متهم عشر سنوات في السجن، فيما ملفه ما زال في بدايته، ولا أحد يعطي تفسيرًا لِما حدث ويحدث.
يتم توقيف شركة مياه تنورين ثم يُسمَح لها بعودة العمل، التوقيف كان مريبًا، والعودة إلى العمل لم تكن مفاجئة، كيف حصل ما حصل؟ لماذا حصل ما حصل؟ هذا ما يفترض أن يُظهره التحقيق، ولكن أين أصبح التحقيق؟ وفي الأساس، هل هناك تحقيق؟ لا "خواتيم".
الانتخابات البلدية والاختيارية أُنجزت منذ ستة أشهر، هناك طعون لم تصل إلى خواتيمها بعد.
أين "خواتيم" صخرة الروشة؟
ملف الجامعة اللبنانية، بكل تشعباته، يكاد أن يتحوَّل إلى فضيحة الفضائح، يخبو ويعلوه الغبار ويدخل في غياهب النسيان، وفجأة تُرمى حجرة صغيرة في مستنقعه، فتتحرك مياه الفساد الآسنة فيه:
طلابٌ يتم التلاعب بعلامات المسابقات في امتحاناتهم، واكتشاف الفضيحة لا يتم بجهد داخلي لبناني، بل بالمصادفة بعد متابعة حثيثة من دولة خليجية لديها طلاب في الجامعة اللبنانية، وعندما تعقبت دوائر تلك الدولة أوضاع طلابها ومسابقاتهم والعلامات التي نالوها، اكتُشِفَت الفضيحة وتوسّعت لتشمل طلابًا لبنانيين.
ولكن أين "الخواتيم"؟
هذا الملف هو عيِّنة أو "نسخة طبق الاصل" من سلسلة فضائح في بعض كليات الجامعة اللبنانية، ومن أبرز الفضائح ما بات يُعرَف بـ "كتابة أطروحات الدكتوراه" التي كان يتولاها أحد الدكاترة الذي كان يضطلع أيضًا بمسؤوليات إدارية في الجامعة اللبنانية، وكان يتقاضى مبالغ مالية مرتفعة لقاء كل أطروحة دكتوراه يُنجزها لحساب طلاب لبنانيين وغير لبنانيين وكانوا في معظمهم أبناء شخصيات سياسية رسمية رفيعة.
هذا الملف لم يصل إلى خواتيمه، لا بل تمدد ليصل إلى جامعات خاصة كانت "تبيع" الشهادات الجامعية، وهذه الشهادات كانت من الأوراق المطلوبة في شروط التوظيف ولا سيما في وظائف الفئة الأولى.
أسماء كثيرة وردت في هذا الملف الذي لم يصل إلى خواتيمه.
ومن الملفات التي ما زالت عالقة ولم تصل إلى خواتيمها، ملف "القروض المدعومة". معروفون الأشخاص، بأسمائهم وأسماء شركاتهم الذين كانوا محظيين في نيل تلك القروض التي حوَّلها المستفيدون منها إلى الخارج وأودعت في المصارف ولم تموِّل ما يجب استيراده بل كانت الرساميل لمشاريع في الخارج، ولم يُخفِها أصحابها بل شاركوا في "مؤتمرات استثمارية" في الخارج.
هكذا بقيت هذه الأموال في الخارج خصوصًا أن المستفيدين منها لم يقدموا كشوفات عما استوردوه، ولو فعلوا لكان تلاعبهم بهذه القروض قد انكشف.
هذا الملف لم يصل إلى خواتيمه، وما زال "أبطال القروض" المدعومة يتنقلون من منبر إلى آخر.
ومن ملفات "الخواتيم الغائبة" ملف تهريب وبيع أدوية السرطان، الذي ليس فقط لم يصل إلى خواتيمه، بل ما زال في البدايات بسبب "الحمايات".
هذا غيض من فيض معضلة الخواتيم، وعدم الوصول إليها يُضعف ثقة اللبنانيين ببلدهم وبالاستثمار فيه، كما يُضعف ثقة أي مستثمر يفكر في المجيء إلى لبنان.
إنها أسوأ "الخواتيم".
جان فغالي- نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|