الصحافة

مشهدية التفلت لا تزعج اسرائيل ووضعية حماس غزة تنسحب لبنانياً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يمكن فصل اتفاق شرم الشيخ بين وفدي إسرائيل وحركة حماس برعاية أميركية وقطرية ومصرية عن واقع تاريخ طويل من التداخل بين ملفات غزة ولبنان سواء لجهة وجود مجموعات فلسطينية مسلحة داخل المخيمات او مروراً بالعلاقات المتشابكة بين هذه الفصائل وقوى إقليمية، وصولاً الى دور كل من الوسطاء الاقليميين والفاعلين الدوليين باعتبار ان أي تغيير في موقف حماس تجاه حل سياسي او تهدئة في غزة يدفع فورا الى طرح تساؤلات استراتيجية حول مصير سلاحها وطبيعة وجودها في لبنان ومدى قابليتها لتفكيك هذه البنى او تعديلها وتبعات ذلك داخلياً وإقليمياً . لذا من البديهي ان يكون مطروحاً على طاولة التفاوض لاحقاً موضوع سلاح حماس خارج القطاع، وكذلك وجود قياداتها واصولها في المرحلة المقبلة من الترتيبات الأمنية وفقا لما تؤكده جهات أميركية، مشيرة الى ان لبنان سيكون من ابرز المعنيين بهذا الملف، ما يحتم على الحكومة الاستعداد لمباشرة اتصالاتها الإقليمية والمحلية لبدء تنفيذ عملية سحب سلاح حماس في لبنان الذي سيصبح لاعباً أساسياً بسلطتيه السياسية والعسكرية التي ستتأثر كلها حتما بأي تغيير في وضع الفصائل الفلسطينية أيا كان شكله . لذلك فإن أي سيناريو لتقليص وجود حماس المسلح او تحويله يتطلب اليات تنفيذ محلية ودولية والا ستبقى المخيمات ساحة احتكاك يحتمل ان تتحول الى ازمة داخلية او مدخل لتصعيد إقليمي، علماً ان كيفية تعامل بيروت مع هذا الملف ستعكس مدى قدرتها ومصداقيتها امام المجتمع الدولي .

الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ "المركزية" في هذا الصدد وجود قرار عربي ودولي اكدته قمة شرم الشيخ التي جمعت اكثر من عشرين رئيس دولة ومسؤول يقضي بنزع سلاح حماس . صحيح انه يتطلب سنوات على ما قال وزير الدفاع الإسرائيلي نظرا لكثرة الانفاق التي تتعدى الـ300 بطول 500 كيلومتر ،مدججة بالسلاح، لكنّ ذلك لا يحول دون الاتجاه الى شرق أوسط جديد خال من السلاح والتنطيمات المسلحة على ما اكده الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كلمتيه امام الكنيست وقمة شرم الشيخ. صحيح ايضا ان هناك عقبات عديدة امام تطبيق الاتفاق كاملا نظرا لعدم تخلي نتنياهو عن استراتيجيته العسكرية خوفاً من تعرضه للمساءلة والملاحقة لما انفقه من مليارات على حروب اضرت بإسرائيل عالمياً اكثر مما افادتها، لكنّ ذلك لا يمنع لبنان من اجراء الاتصالات الاقليمية والدولية لاستكمال تسليم السلاح غير الشرعي ولدى اي جهة او تنظيم كان، علما ان ملاقاة رئيس الجمهورية المتغيرات في المنطقة بالدعوة الى التفاوض غير المباشر مع اسرائيل على غرار الترسيم البحري الذي يحظى بدعم اميركي تبدى واضحاً في الاشارة التي خصها الرئيس ترامب للبنان ورئيسه امام الحضور الرسمي في قمة شرم الشيخ .

ويختم لافتاً الى ان الخوف يبقى من تراجع ترامب ونتنياهو عن تعهداتهما في ما خص غزة والمنطقة والتسليم باستمرار الواقع الراهن  في حال فشل اتفاق غزة ومشروع السلام في الشرق الأوسط، كون مشهدية التفلت واللا استقرار الراهنة في غزة و سوريا ولبنان لا تزعج تل ابيب ويؤيدها اللوبي الصهيوني المؤثر في اميركا .


يوسف فارس - المركزية 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا